هتاف النصر... تهنئة الأعياد
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي مقاوم
الزاحفون بين ثنايا الصقيع وطيات الليل ليصوغوا قلادة النصر للعراق العربي وللأمة المغلوبة هم مَن تكلل جباههم سعادة الأعياد وتفوح لهم اطياب أكاليل الزهر وتصدح لهم أناشيد العشق. الساهرون على أعتاب أسوار قواعد الغزاة ليسددوا لهم صفعات ثار الثكالى وحق الأمة المظلومة هم مَن ترقص لهم أضواء الليزر وتهنئهم ألوانها الطيفية الزاهرة ... هم مَن تنفتح لهم صلوات الله ورياض جناته وعبق حواريه ..
البعثيون في المعتقلات والذين امتدت غرف نومهم وأوكار جهادهم في طول البلاد وعرضها والمهجرون الذين تلاحقهم أفاعي الغدر ومخالب الثعالب وهم يغازلون قصائد النصر وآيات التوحيد وقدسية الكبرياء العراقي العروبي وشممه المتعالي مع سامقات جبالنا والممتد بين العين وبين القلب كما تمتد سهولنا وبريق رمالنا ... هم مَن تدق لهم الأجراس وتؤذن لهم المآذن وتُزف لهم البشائر وتتزاحم الفكر والخواطر في حضرتهم.
الوطنيون الأحرار والقوميون الغيارى والإسلاميون الذين يعتنقون الإسلام كتعبير عن صلتهم برب العزة ونقاء الذات وطهرها وليس حزبا يستوزر أو يمنح حقائب الدولار أو يبيع صكوك التكفير والتعفير ويتدبر خفايا مافيات الاغتيال وهتك الأعراض .. هم مَن يراقصون حور العين وتنبلج لهم أحضان النجوم ودفاتر المجد والخلود مع المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ومع أحفاد الأحناف وأسلافهم وصدق أولئك مالا وابتداء وعلى ربهم يتكلون وبه ينتصرون وبرحمته يتزرون وبوعده ينافحون. ولهم وحدهم ترقص الأقمار في غدائر الأزمنة والفصول وتهنئهم المواسم والأعياد بألق الفردوس ونعيم اللذات الطاهرة.
اللذين يزدادون قوة وتعد لهم رباط الخيل مع الأيام وعدوهم يتهاوى ويضعف.
الذين تتسع قواعدهم وتقوى شكيمتهم مع تراكم التحدي والعاديات وينحدر عدوهم إلى حضيض الانهيار والتفكك .
الذين تنبلج أمامهم سبل الاقتدار وتنفتح بوابات الفوز بإذن من ربهم وبمدد من عنده جل في علاه ويندحر أعداءهم إلى جحور الخوف من باطل غلف حراكهم من يوم تجاسرت أرواحهم الشريرة على العراق حبيب الله .
الذين تتراص صفوفهم وتتوحد سواعدهم ويثمر زرعهم وعدوهم يتفكك إلى مزيد من شظايا العار ومواقع الشقاق والخلاف المميت.
رجال المقاومة العراقية الباسلة.. لهم تصفق القلوب في كل عيد وفي كل إطلالة لمناسبة وطنية أو قومية، وكلما بانت خفايا وانكشفت ظلمات الدهاليز التي يتعثر فيها الصاعدون على أكتاف القوة الغاشمة لأعداء الله والإسلام والعروبة وأموال التائهين في زحمة الخيارات الواطئة.
مقاومتنا الباسلة تخطو بثبات نحو انجاز التحرير والاستقلال وإعادة العراق إلى حاضنته العربية ودوره القومي المشهود ولن يقف بطريقها أقزام العمالة المنتشين بحماية الاحتلال الأمريكي والإيراني. لن تثنيها اعتقالات ولا مداهمات ولا مهاترات إعلامية تحاول النفخ في كيانات المهزوزين والمهزومين المرتعدين من عقاب شعبنا.. مقاومتنا البطلة ترسم للعراق وللأمة وللإنسانية بطاقة المعايدة الأعظم والأجمل والأعمق تعبيرا ودلالات، ولها ما تستحق من هتاف النصر وتحية الإقدام الأسطوري. الله اكبر الله اكبر الله اكبر وليخسأ الخاسئون المنتشين بثياب وكراسي العار الواهنة.