لقد توهم بعض العرب بأن هناك إمكانية لتغيير موقف الحكومة العراقية من العديد من الملفات بما ينسجم وموقف العرب مجتمعين، وخاصة بالنسبة للملف السوري، وكلنا نتذكر كيف أن حكومة المالكي كانت تصرح ليل نهار بأنها ترفض الدفاع عن نظام يقتل شعبه، وكان ذلك قبيل انعقاد قمة المنطقة الخضراء، غير أن كل شيء تغير وعاد المالكي إلى سابق عهده، رئيس وزر...اء في بغداد ينفذ أجندات طهران.
لا نعتب على المالكي في موقفه من الشعب السوري، فمن تسلط على رقاب العراقيين طيلة سنوات خلت، هو وحزبه، الدعوة، ومن مارس بحق أبناء العراق شتى أنواع التعذيب والقتل والاستباحة، ليس غريباً عليه أن يحلل لبشار الأسد أفعاله تلك، وهو الذي كان يتهم نظام دمشق ليل نهار بأنه هو المسؤول عن العمليات التفجيرية التي كانت تضرب العاصمة بغداد طيلة سنوات مضت.
المضحك في تصريحات قادة بغداد الجدد، أنهم يهاجمون قطر لاستقبالها نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي، مطالبين الدوحة بتسليمه، كونه مطلوباً للقضاء، دون أن يستحوا من تصريحاتهم تلك، وكأن الهاشمي جاء من القمر، ولم يأت من مدينة أربيل التي تقع في شمال العراق، ويفترض أنها تحت سلطة حكومة بغداد.
يتناسى هؤلاء الجوقة من المحيطيين بالمالكي أن أمر إلقاء القبض على الهاشمي، الذي حول إلى الإنتربول رد عليهم، كون تلك المنظمة الدولية أبلغتهم بأنها لا يمكن أن تعتبر بأية مذكرة قضائية صادرة من بغداد بعد أن تأكد لهم أن القضاء العراقي مسيس.
المالكي الذي يعيش في بيت من زجاج، ينسى نفسه كثيراً، ويتوهم بأنه أصبح زعيماً، وهو الذي لا يحكم سوى بضعة كيلومترات أنشأتها له القوات الأميركية، وسمتها المنطقة الخضراء.
رويدك أيها المالكي، فإن كلامك الذي تفوح منه رائحة التبعية والتآمر والطائفية يشي بما لا يقبل الشك بأن الثورة السورية قد هزت أركان حكمك المتهالك، كما هزت أركان قصر الأسد، ومن هنا جاء دفاعك المستميت عن هذا النظام.