المكتب الاعلامي
عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60693 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
| موضوع: الأزمة السياسية.. وتناقض المواقف عبد الرحمن العبيدي الخميس مايو 17, 2012 6:17 pm | |
| الأزمة السياسية.. وتناقض المواقف عبد الرحمن العبيدي
تصاعدت الصراعات السياسية بين نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية والمتحالفين معه ، وبين مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان وأتباعه والمتوافقين معه من كتل سياسية أخرى ، وتبادلوا الاتهامات الكثيرة عن الارتباطات الدولية والإقليمية المشبوهة والفساد وكشفت المستور عن عمليات تهريب النفط على لسان مسؤولين حكوميين ، بعد أن كانت تعلن للرأي العام العراقي من خلال أشخاص أو منظمات حكومية وغير حكومية، لان عمليات تهريب النفط هذه كانت سرعان ماتجد من يفندها من المسؤولين الحكوميين المنتفعين منها ، واحتواء تداعياتها . أن عمليات تهريب النفط من المشاكل الخطيرة التي تواجه العراق ومستقبل العراقيين، لما يترتب على هذه العمليات من تبديد للثروة الوطنية تكون عائداتها المالية الكبيرة لحساب أشخاص أو أحزاب ، تمكنهم من تكوين احتكارات اقتصادية كبيرة فاعلة ومؤثرة في كافة نواحي الحياة الأخرى ، تهيمن على العراق وتعصف بمستقبل شعبه . و كشفت الأزمة السياسية الحالية كذلك التناقض الواضح في مواقف السياسيين التي تدل بشكل واضح أنهم يؤثرون مصالحهم الشخصية الضيقة على مصلحة العراق كبلد لكل العراقيين ، فأن زيارة المالكي إلى مدينة كركوك ولو أنها متأخرة كثيرا فأنها تأتي من ضمن الخطوات الايجابية التي بينت تمسكه بعراقية كركوك ورفضه لسياسات التكريد فيها ، والتي تنتهجها الأحزاب الكردية وأساليب الإقصاء والتهميش للعرب من قبل الميليشيات الكردية منذ الاحتلال عام 2003 ، فأين كان المالكي عن كركوك وهو رئيس الوزراء منذ 2006 ، ألم تكون زيارته للمدينة ضمن أوراق اللعب لكسب جولة الصراع بينه وبين البارزاني . وكذلك فالمالكي لم يكن بهذه الوطنية وبهذا الحرص على العراق وسيادته وثرواته الوطنية ، أثناء زيارته للكويت وموافقته على ترسيم الحدود التي قضمت الأراضي والمياه الإقليمية العراقية ، ومنح الكويت استثمارات اقتصادية في العراق ، وشرعنه سرقات الكويت وإيران للنفط العراقي بما يسمى الحقول النفطية المشتركة . وكانت كل تلك التنازلات مقابل حضور أمير الكويت لاجتماع القمة العربية الأخير . أما البارزاني وضمن طموحاته الانفصالية الموروثة ، فأنه يسمح للعراقيين بكل انتماءاتهم بالاستثمارات الاقتصادية وتملك العقارات في أربيل ودهوك والسليمانية ، لكنه لايسمح بذلك في مدينة كركوك إلا للأكراد ، بل انه مارس عبر قوات الاساسيش والبيشمركة عمليات ترهيب واسعة ضد العرب في كركوك لإفراغ المدينة منهم ، وجلب العديد من الأكراد إليها ومنحهم امتيازات وإغراءات لإسكانهم فيها . ومن المؤكد أن قابل الايام وفي ظل تصاعد الأزمة ستتوالى الفضائح وسينشر الغسيل الوسخ ، لان الجميع متورطين بقضايا الفساد والاختلاسات والأعمال غير القانونية . أن هذا السلوك السياسي المتناقض وغير المسؤول الذي يمارسونه هؤلاء الساسة لايدل على أنهم رجال دولة يريدون النهوض بالعراق وشعبه ومواكبة التطور العالمي في شتى نواحي الحياة ، بقدر ما أنهم طلاب سلطة تحركهم مصالحهم الشخصية الضيقة ونوازعهم الطائفية والعرقية وارتباطاتهم بالأجندات الدولية والإقليمية .
| |
|