( بـــــرنــــو ) صدام حسين
عبد الرحمن العبيدي
من الأشياء الثمينة والمهمة لدى كل الدول والمجتمعات والتي تحرص عليها وتوليها أهمية بالغة، هي مقتنيات الرؤساء والمبدعين والشخصيات البارزة، كونها تمثل أدله تعريفية لتلك الشخصية ومحددات لأنماطها السلوكية وطبيعة وطريقة حياتها، وشواهد تحفيه في الحقبة التاريخية التي برزت فيها تلك الشخصية. بغض النظر عن مواقف الجماهير إزاءها سلبا أو إيجابا. لان هذه المقتنيات تمثل مصادر علمية للباحثين في التاريخ والتراث وعلم النفس وعلم الاجتماع والسياسة والفنون. وشواخص تاريخية قائمة .
ولعل الشواهد على ذلك كثيرة ، ففي مصر مثلا ، وبرغم كل التحولات السياسية وتوالي الرؤساء على الحكم فيها ، فأن قصر الملك فاروق قد تحول إلى متحف يرتاده الناس ، ولازال أثاث القصر على حاله ومقتنيات والحاجات الخاصة بالملك فاروق كما هي على حالها في الوضع التي كانت عليه ساعة خلعه عن عرش مصر ، وكذلك الحال في قصر السلطان عبد الحميد في تركيا .
وقد تداولت الأخبار مؤخرا خبرا عن إهداء الرئيس طلباني بندقية نوع ( برنو ) تعود للرئيس الراحل صدام حسين إلى رئيس الديوان الأميري الكويتي الذي زاره في مقره في السليمانية ، وبغض النظر عن النوايا الوصولية المعروفة للجميع لضخامة طلباني ، إلا أنه ليس من حق طلباني ولا غيره من المسؤولين أن يهب مالا يملك ، كون هذه المقتنيات تعود للعراق والعراقيين ولا يجوز التصرف بها من قبل أي شخص مهما كانت صفته الحكومية ، ولو كان ضخامته حقا رئيسا للعراق لما تصرف بهذا السلوك الفوضوي بل الأجدر به أن يطالب بإعادة اللقى والآثار والوثائق والنفائس التي سرقت من المتحف العراقي . وأن يكون حريصا على هذه المقتنيات مثل حرصه على كسب ود أمراء الكويت و أرضائهم وتوطيد العلاقة معهم .
إن الأمر ليس بالغريب على هؤلاء الأقزام متعددي الولاءات الذين سلطهم المحتل على حكم العراق الذين يسيرون به الى المجهول ،الذين لايجيدون إلا الفساد والنهب وجمع الأموال السحت في البنوك الغربية ولا يعرفون إلا التملق والتزلف والانبطاح والعمالة لأعداء العراق وقتلة شعبه والإساءة إلى أرثه التاريخي وحضارته العريقة ، من أجل أن تكون لهم حظوة عند أسيادهم . لذلك فمن الضروري أن يأخذ العراقيين الوطنيين من المختصين والكتاب والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني حماية المقتنيات بفضح كل من يعمل على تهريبها او العبث بها ، والضغط على هذه الحكومة لوضعها في أماكن مخصصة لها ، كما الحال في بلدان العالم .