العراق ـ من فاضل البدراني: تواجه الحكومة العراقية والتحالف الدولي صعوبات أمنية خطيرة في الجزء الغربي من البلاد، فرضتها هجمات متكررة لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية باستهداف منطقة البغدادي التي تضم أكبر قاعدة جوية يوجد فيها مستشارون أمريكيون لتدريب القطعات العراقية. 
واستفاق العراقيون على واقع جديد اتسم بحصار فرضه تنظيم الدولة واقترابه على بعد 200 متر من السياج الخارجي لقاعدة عين الأسد كبرى القواعد الجوية، حيث يوجد فيها 350 مستشارا أمنيا أمريكيا لمهمة تدريب وتقديم الخبرات للقطعات الأمنية العراقية في حربها ضد مسلحي تنظيم الدولة.
وعقب خروج البغدادي عن سيطرتها الإدارية زجت الحكومة العراقية بقوات إضافية واستعادتها من قبضة تنظيم الدولة بمشاغلة طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية نظرا لأهميتها الاستراتيجية، كونها تضم قاعدة عين الأسد لتدريب قوات الجيش والمتدربين من أبناء العشائر، فضلا عن كونها قاعدة لانطلاق الطائرات لقوات التحالف الدولي والطيران العراقي.
والبغدادي هي ناحية تضم أكثر من 560 ألف عائلة، وتبعد 200 كلم غربي بغداد ضمن محافظة الأنبار التي يسيطر تنظيم الدولة على 80 بالمئة من مساحتها الإجمالية.
ويعول خبراء عسكريون على دور قوات التحالف الدولي في الحفاظ على البغدادي وليس على قوات الجيش العراقي الذي أصبح واهنا في قدراته الأمنية.
وقال اللواء الركن جاسم محمد، إن استعادة البغدادي وطرد عناصر تنظيم الدولة منها بعد 24 ساعة من خروجها عن سيطرة الحكومة العراقية جاء بإرادة وتخطيط وتنفيذ عسكري أمريكي حفاظا على قاعدة عين الأسد، التي تبلغ مساحتها أكثر من 30 كلم، حيث يتدرب فيها الآلاف من المتطوعين الجدد والعسكريين.
وأضاف لاحظنا أن الطيران الحربي للتحالف الدولي خاصة من طائرات أف 16 والأباتشي وطائرات بدون طيار أمطرت منطقة البغدادي، وتعقبت تحركات تنظيم الدولة، وقتل العشرات منهم حتى تمكنت من طردهم منها واستعادة المدينة وزج قطعات عسكرية عراقية فيها لملء الفراغ.
وكان محللون استراتيجيون توقعوا بأن القوات الأمريكية قد تجبر على إجلاء عسكرييها من قاعدة عين الأسد اذا ما وجدوا خطورة تهدد حياتهم.
وقال الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي، إن الجانب الامريكي أخذ يفكر جديا مع بداية هجوم تنظيم الدولة على البغدادي بإجلاء جنوده من قاعدة عين الأسد عن طريق طائرات الأباتشي وكاد يحصل ذلك لو أن مسلحي تنظيم الدولة تسلقوا عبر السياج الخارجي للقاعدة الجوية.
وأضاف لكن تدخل الطيران الدولي والأمريكي بشكل خاص ساهم في قتل العديد من المتطرفين وإحباط مخطط إسقاط عين الأسد وحتى من الوجود في البغدادي، لافتا الانتباه إلى ضرورة ضبط الحدود العراقية السورية ومنع تدفق عناصر تنظيم الدولة إلى العراق وتنفيذ هجماتهم عن طريق الانتحاريين، ومن ثم إشغال القطعات العسكرية بالقذائف الصاروخية.
وقال إن القطعات العراقية في المنطقة الحدودية مع سوريا تبدو واهنة ولا تستطيع الدفاع حتى عن نفسها وهي بحاجة لدعم وإسناد عسكري أمريكي.
وفرضت هذه المواجهات العسكرية واقعا مأساويا وحصارا خطيرا على حياة سكان منطقة البغدادي فضلا عن التهديد بحياتهم جراء ما يدور من مواجهات مسلحة وتبادل بالقصف الصاروخي والقصف الجوي.
وقال السكان المدنيون إنهم يعيشون وضعا أمنيا مهددا لحياتهم وإن المواد الغذائية نضبت تماما من الأسواق ولم يبق لديهم ما يسد قوتهم اليومي، مؤكدين أنهم يعيشون حصارا منذ أشهر من قبل عناصر تنظيم الدولة، وكذلك الوجود العسكري على حدود المدينة وحالة الخوف من طرفي النزاع التي جعلت مئات العائلات تعيش وضعا نفسيا ليس له وصف لان حياتهم مهددة بالموت بأي لحظة.
وجاءت مواجهات البغدادي المسلحة عقب مطالبات من سكان الأنبار رفضت إشراك عناصر الحشد الشعبي إلى جانب قطعات الجيش بمناطقهم على خلفية اتهام عناصرها بإعدام اثنين من وجهاء قبائل الدليم بالرمادي في مقر قيادة عمليات الأنبار، ما سبب أزمة ليست في مصلحة العراقيين وقواتهم المسلحة.