وقعّت مليشيا الحوثيين في اليمن اتفاقية مع إيران لتسيير 28 رحلة جوية بين البلدين أسبوعيا 14 منها إيرانية و14 منها لشركة الطيران اليمنية، في خطوة مثيرة لألف علامة تعجب من هذا العدد الذي لا وجود له بين اليمن وأية دولة أخرى في أي وقت من الأوقات.
وصلت أول طائرة إيرانية وهي تحمل طاقما طبيا إيرانيا كجزء من استحضارات الحرب التي تحضِّر مليشيا الحوثيين لاستكمال سيطرتها على اليمن بكامله أو على الأقل التوسع حيثما تمكنت قواتها المدعومة من الحرس الثوري الإيراني الذي يتدخل في أية نقطة تريد إيران التدخل فيها، لأنها واثقة أن العرب أعجز من أن يردوا عليها بغير بيانات الشجب والاستنكار ولكنهم في النهاية يستسلمون للأمر الواقع، أما القوى الدولية الكبرى في العالم فيبدو أنها تريد (تأديب) العرب بالعصا الإيرانية المنفلتة من كل مبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة عقابا لهم لأن القاعدة عربية ولأن تنظيم الدولة الإسلامية عربي، ولأن حاث 11 سبتمبر 2001 تم تنفيذه من قبل عرب ولأن حادثة شارل إبدو نفذها عرب أيضا.
الحوثيون الذين هم أقلية ضئيلة داخل الأقلية ماضون في برنامجهم لإحكام السيطرة على اليمن والتحكم بعقائد الناس وفرض التشيع على مذهب ولاية الفقيه الإيرانية ولا يلتفتون إلى العويل والصراخ الصادر عن الرئيس اليمني المغلوب على أمره، والذي يتحمل جانبا كبيرا من مسؤولية ما حصل في البلاد وكان بإمكانه أن يستقيل من اليوم الأول أو أن يترك صنعاء إلى عدن أو تعز ولكنه لم يفعل ويبدو أنه ظل مخدرا
أما الشعب اليمني الذي ما زال يتعامل مع الملف المذهبي بشعارات لا تختلف كثيرا عن أحاديث سنة العراق مع التحالف الشيعي الكردي حتى أصبحوا أضعف من الأيتام على مائدة اللئام، لا أدري ماذا ينتظر سنة اليمن حتى يبادروا إلى التحرك وحمل السلاح لاسترداد المدن التي خسروها نتيجة تواطؤ بين جيش المجرم لص اليمن الكبير علي عبد الله صالح كما فعل الحوثيون عندما توسعوا على أرض ليست أرضهم لأنهم مغامرون مقامرون لا يحسبون النتائج بسبب الدعم الإيراني فهم بحاجة إلى قوة مثلهم وليس إلى أحزاب هزيلة مضحة مبكية وما تزال متعلقة بأستار جمال بن عمر حتى الرمق الأخير الحوثيون هم مثل أسيادهم الفرس لن يفهموا غير لغة القوة.
أما العرب الأقربون فيكفيهم قصيدة لعمرو بن كلثوم دون فعله عنما قال
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملأه سفينا
وضع العرب أكثر ما ينطبق عليه قول سيدة أندلسية قالت لابنها الأمير عبد الله الأحمر (ابكوا كالنساء على مجد لم تحفظوه كالرجال)
أما تهديدات الرئيس عبد ربه منصور هادي، فنأمل أن يحولها إلى فعل على الأرض ويبادر إلى وضع واحد منها فقط موضع التطبيق، مثل الدعوة لتأسيس جيش جديد يدين بالولاء لشعب اليمن، ثم يسلحه بدعم خليجي ، فالجيش مع الرئيس المخلوع صالح وسيكولوجية الإنسان العربي أنه عبد لمن غلب.
وإلا فقد نبدأ بحساب الانذارات التي يوجهها إلى الحوثيين حتى يصل الرقم إلى الألف كما فعلت الصين مع الولايات المتحدة بشأن جزر كيموي عام 1958، وإذا استيقظ الرئيس اليمني اصباح يوم قريب فقد يجد الحوثيين على باب غرفة نومه، وحينها لن يكتفوا باختطافه أو فرض الإقامة الجبرية عليه.
ومع ذلك فعلى العرب وخاصة دول الخليج العربي ومصر أن يمدوا له يد المساعدة وألا يبقوه معلقا وسط البئر.
نحن، أقصد العرب، ندفع ثمن أحداث نفذتها حركات محسوبة على العرب، ولكنها في وقت الشدة لا تقف مع العرب وربما تجتهد وتقول (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).