أنّ العشرات من عناصر القوات الحكومية محاصرين منذُ عدّة أيامٍ في المجمع التشيكي السكني الذي يقع على أطراف مصفاة بيجي، وأنّ جميع خطوط الامدادات مقطوعة عنهم بالكامل، وهم يعتمدونَ على ما تبقى لديهم من خزينٍ من الذخيرةِ والغذاء»، وأضاف أنّه تواصلَ من خلال الهاتف مع أحد أقربائه من الجنود المحاصرين داخل المصفاة الذي أكّدَ له «أنّهم يعيشون أوضاعاً صعبةً، وأنّ الحكومة إما عاجزة، أو أنّها غير جادة في نجدتهم»، على حدّ قوله.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت يوم الجمعة الأول من شهر مايو/ آيار، عن استعادة شبه كاملة لمصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين، وقال مدير المكتب الإعلامي لقائد الشرطة الإتحادية العقيد عقيل محمد في تصريحاتٍ صحافيةٍ «إنّ المصفاة تحت سيطرة قوات الشرطة الإتحادية بالكامل باستثناء بعض أبراج المراقبة التي لا زالَ تنظيم «الدولة الإسلامية» يفرضُ سيطرته عليها».
لمْ تكن هذه هي المرة الأولى التي تُعلنُ فيها الحكومة العراقية استعادة مصفاة بيجي، فقد نقلت «السومرية نيوز» يوم السبت 18 نيسان/ أبريل عن قائد قوات الشرطة الإتحادية الفريق رائد شاكر جودت قوله: إنّ قواته حررّت مصفاة بيجي من سيطرة تنظيم «الدولة»، ووقال «أنّنا نعيش أجواء النصر بدخول قوات الشرطة الإتحادية إلى مصفاة بيجي وتحريرها».
وحول سير العمليات الميدانية في مصفاة بيجي ومحيطها، قال مصدرٌ مقرّب من تنظيم الدولة متواجد في مدينة بيجي في حديث خاص مع «القدس العربي» منذ فجر الجمعة حاولتْ قوةٌ حكوميةٌ مؤلفة من عشرات الآليات المدرعة بإسناد الطائرات المروحية فكّ الحصار عن مصفاة بيجي عن طريق فتح ثغرة في منطقة تل الجراد المجاورةِ للمصفاة، حيثُ بدأت تلك القوات هجومها في منطقة السحل غرب مركز المدينة لقطع طريق امدادات مقاتلي التنظيم من ناحية الصينية بالقرب من منطقة السكك على أطراف مدينة بيجي التي يسيطر عليها التنظيم بهدف السيطرة على منطقة السحل ثمَّ الاتجاه نحو منطقة تل الجراد المجاورة للمصفاة، لكنّ مقاتلي التنظيم تصدوا للقوة المهاجمة وأوقعوا فيها خسائرَ كبيرة بالمعدات أرغمتها على التراجع، فيما سيطر التنظيم على النفقين الأول والثاني تحت خط سكّة الحديد، وهما المنفذان الوحيدان لمرور العجلات من الجهة الغربية للوصول إلى المصفاة.
وعن حقيقة الوضع داخل المصفاة، يقول المصدر: «هناك قوة محاصرة تابعة للقوات الحكومية لا أستطيع تحديد أعدادها تتحصن في المجمع التشيكي، وهناك اشتباكات عنيفة تدور داخل المصفاة والتنظيم يفرض سيطرته على ما يزيد عن 80٪ من مساحة المصفاة البالغة حوالي 22 كيلومتراً مربعاً»، وعن التصريحات الرسمية باستعادة القوات الحكومية سيطرتها على المصفاة، يختم قائلاً: «لتظهر لنا وسائل الإعلام صوراً حيّةً من داخل المصفاة كي نصدقها ونكذب أنفسنا وما تراه أعيننا».