من أهم ميزات مشروع الاحتلال الفارسي لأرض العرب هي اعتماده استراتيجيات سياسية ثقافية شعبية تتستر كلها خلف خطط باطنية تظهر غير ما تخفي وتعلن غير ما هو مستقر في جوفها . ويأتي العمل العسكري واستخدام القوة في الترتيب الثاني وبعد أن تتوفر وتهيئ مستلزماته من قواعد شعبية قوامها اصحاب الارض من العرب لكي تقلص خسائر الفرس البشرية والمادية الى الحدود الدنيا.
وثمة ملاحظة مهمة هي ان المشروع الاحتلالي الفارسي اعتمد على الاستقواء بأميركا والغرب عندما واجه مصدات مهلكة في العراق أجبرته على التقهقر والانغماس بمزيد من الباطنية والركون على نتائج عشرات وربما مئات السنوات من العمل السياسي الثقافي بأدوات فارسية من العجم المقيمين بالعراق ومن انخدع بالباطنية الدينية والمذهبية وحب ال البيت المستخدم ببراعة واتقان ومنهجية للتضليل والخداع.
السيستاني رجل ايراني الجنسية فارسي اللغة واللسان قدمه المشروع الفارسي بهدوء وصبر الى واجهة الحوزة في النجف وواجه معارضة العديد من علماء الدين والمراجع كما لم يحصل في تاريخ الحوزة واثيرت حول أعلميته شكوك خطيرة ووجهت له من أوساط الحوزة اتهامات شتى من بينها انه لم يكن طالب علم منهجي وليس لديه رسالة ولا حتى مدرسة افتاء مستقلة واضحة.
برز السيستاني بشكل واضح بعد احتلال العراق حيث قام فورا بالسيطرة عبر وكلاء ومؤسسات متهيئة سلفا بتشكيل حكومات محلية في كربلاء والنجف وبابل والقادسية ثم في محافظات الجنوب شكلت نواة لما عرف في ما بعد بالحكومات المحلية قام وكلاءه بترشيح عناصرها وتزكيتها وتنسيق اتصالاتها مع قادة الجيوش الغازية وخاصة الامريكان. ثم قام فورا بتشكيل ميليشيات عرفت باسم جيش المرجعية او جيش العتبات خاضت معارك دموية شرسة مع الصدريين في كربلاء والنجف من اجل السيطرة على الاضرحة التي تعتبر بئر النفط ومنجم الذهب للسيستاني ومشروعه.
أصدر السيستاني فتوى بعدم مقاتلة قوات الغزو بحجة حماية الدم العراقي وعدم قدرة العراقيين على مواجهة قوة الغزاة وقدراتهم التسليحية المتطورة.
ثم يرى كثيرون انه كان يقف وراء المعارك التي شنتها قوات الاحتلال ضد العراقيين في كربلاء والنجف لتكريس سلطة السيستاني واعوانه.
وكانت برانيته ومكتبه الذي تديره ايران مطبخا لتدبير كل مستلزمات تأسيس ودعم وادامة العملية السياسية الاحتلالية التي اطلقها الحاكم المدني بريمر بتأسيس مجلس حكم كان كل اعضاءه قد زكاهم السيستاني كما بارك المحاصصة العرقية والطائفية التي ادخلت العراق في دهاليز الهلاك والتدمير الشامل.
صار السيستاني عمليا هو الولي الفقيه أو وكيل الولي الايراني يرجع اليه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وزعماء احزاب الاحتلال ورموزه في كل شؤون العراق المحتل.
كشف بريمر وضباط أمريكان كبار عن سبل التنسيق المباشر بينهم وبين السيستاني طيلة حقبة ما بعد الغزو المجرم.
وتعتبر فتوى السيستاني الاخيرة بتشكيل الحشد الصفوي الطائفي اكبر دليل على ضلوع السيستاني بمخطط احتلال العراق وتكريس المنهج الطائفي وتعريض العراقيين الى الفناء كأدوات تنوب عن الفرس وحماية العملية السياسية وسد والتغطية على ثغرات فشلها القاتلة في بناء مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسات الامنية والجيش ومحاولات تشويه سمعة المقاومة العراقية الباسلة ومواجهتها ميدانيا كما قد يكون له ولعملائه دور في انشاء التنظيمات الارهابية التي تخدم مشروع ايران الفارسية لاحتلال العراق ومن ثم سوريا ولبنان واليمن والسعودية والخليج والاردن.