بقلم : د. طالب عراق
هو.. مواطن كبقية خلق الله تعيش ، يحيى حياته وفق الأسلوب الذي يراه ..
وهذا حق لا وجه اعتراض عليه ..
محام
عراقي ، يمارس مهنته بصيغ يراها الأوفق والأنسب لتحقيق النجاح وإرضاء
ألذات ، وهذا حق قانوني مكفول له لغيره بقطع النظر عن البعد الأخلاقي لكل
فعل ... ولكن .. الحظور العريض على واجهة الشاشات التلفازية بمناسبة
وبدونها .. واقتحامه سكون البيوت وقناعات ساكينها ، واطالته الشرح والتنظير
و (( شرعنة )) الأفعال الأجرامية، والممارسات القذرة التي يداري ويتستر
عليها حتى مرتكبيها ، و ((افحش )) ما أفتى بشرعية الاحتلال وقانونيته متكئا
على مواد قانونية يحفظ عن ظهر قلب متونها ولكنه ابعد ما يكون عن فهم
معانيها ومدلولاتها مصادراً
حق الشعوب في أقدس مقدساتها ... وهو حق مقاومتها لمحتليها ومغتصبي حريتها
إن كان يتبنى منطق الأعداء يثير مع الاستهجان الاستغراب . فان الاغرب هو
الظهور المزمن على واجهات العرض التلفازية الذي يثير اكثر من علامة استفهام
من يقف وراء هذا الظهور ؟ ومن يحركه ؟
ولنعد الى موضوعنا من هو طارق حرب ..؟
لا
نتطرق الى الحياة الخاصة .. متى واين ولد ... فكل الكائنات الحية تولد في
يوم ما ، وفي مكان ما .. ولكن ، بما ان التعامل من خلال القنوات الاعلامية ،
فمن خلال الاعلام ايضا نبحث عن الجواب ...
في مطلع العقد السبعيني من القرن المنصرم نشرت جريدة العراق خبرا صغيرا في احدى زواياها عن عريف في الجيش العراقي يدرس مساء في كلية القانون والسياسية ، .. ومع
معاناته فقد كان طالبا متفوقا وتسهب الجريدة الغراء في وصف العريف الذي
يواصل دوامه في الكلية بواسطة دراجة هوائية وكيف كان يضع كفاية بنطاله في
جوربة و(( يصمط)) كتبه خلفه ... شاء حسن الطالع ان تقع هذه الصحفية بيد السيد رئيس الجمهورية العراقية احمد حسن البكر وتقع انظاره على الاشارة الواردة بحق هذا المكافح .
فيقرر تكريمه بان :-
1. تروج معاملة له ويمنح رتبة ضابط حقوقي في الجيش العراقي .
2. يوفد
على نفقة الدولة إلى القاهرة لإكمال دراسته العليا في القانون لم يكمل
الدراسة التي اوفد من اجلها لاسباب خارجة عن موضوعنا .. ولكنه لكنه عاد
ليحضى برعاية رؤسائه واحتضانهم له وادلها بقاءه في الدائرة القانونية
لوزراة الدفاع في مركز مدينة بغداد مذ كان ضابطا حدثا حتى احالته الى
التقاعد برتبة عقيد ؟!
كان الباب امامه مفتوحا على مصراعيه ، يكتب ، ويجمع القوانين الصادرة لتطبعها وزارة الدفاع مذكورا عليها اسمه الى جانب اسماء اكبر الرتب العسكرية في الجيش العراقي (راغب فخري وغيره(
بالمقابل
كان ابنا بارا لمحتضنيه ... ومتفننا في اطلاق صفة (( الباشا )) على السيد
اللواء امره .. كانت تحيته الملوكية آسرة بانحناء قامته الممشوقة حتى
موازاة قامته بمنتصفه ..وانسحابه الى الخلف بحركات براغماتية من امام من هو
اعلى منه مرتبة... منتهى الذلة غير المبررة وغير المطلوبة من عسكري يحترم نفسه!!
من
شب على شيء شاب عليه .. كان باحثا دؤوبا عن الاسانيد القانونية التي تعزز
أوامر رؤسائه بقطع النظر عن نظامها مع القانون او التقاطع معه ...
كان
مُنظّـرا جيدا للقرارات التي تصدرها الحكومة حتى التي كانت بمضمونها معطله
لأحكام القانون للضرورة التي كانت عليها ظروف الحرب وما عليها ..
ومع
هذه الوداعه ازاء رؤسائه .. فقد كان تجاه مرؤسيه قويا في ( الحق ) لاتاخذه
لومة لائم .. ولاننسى محاسبته جنديا ارسلته موقوفا احدى الوحدات الامنية
بتهمة (( عليه موشرات أمنية ((- ومن
يرسل الى الدائرة القانونية او احدى معاونياتها كان يعتقد انه يتجه الى بر
الامان ? وكيف انقضى علي كوحش كاسر ليسقطه ارضا بضربة جلاد محترف ثم يسحق
ظهره بقدمه الكبيرة حيث نقل هذا الجندي المشلول لكسر ظهره من احدى غرف
الدائرة القانونية الهادئة في منطقة الوزيرية الى المجهول .. حيث عتمت
اخباره عن الدائرة وعن وحدته العسكرية .. ولاندري ان كان اهله وجدوا رفاته
بعد الاحتلال في ((احدى المقابر الجماعية المجهولة!! )) .. حتى بعد احالته
على التقاعد استمر الاحتضان ودامت الرعاية .. مارس المحاماة وكادت تكون
مقتصرة على المحاكم العسكرية حيث تأثيره الواضح ليحقق ثراء وسمعة ؟
و للأنصاف ولإكمال الاجابة على السوال : من هو ..؟
رب سائل يسال .. لماذا احيل على التقاعد وهو في عنفوان عطائه ؟
لسان
الحال الذي يحاول ان يرسمه يوحي بانه كان ممن تضرروا من (( النظام السابق
)) ولكن .. دعونا نقرا معا بعضا مما جاء في المجلس ألتحقيقي الذي أحيل
بموجبه على التقاعد مع اثنين من دائرته ممن هم اعلى منه مرتبة مع التحفظ
على ذكر الاسماء وبالقدر الذي يسمح به من كان قد ورد اسمه في المجلس من هم
من الشخصيات العامة :
)) جندي
مكلف يصاب بصعق كهربائي في حمام داره في بغداد يؤدي الى وفاته .. يشكل
مجلس تحقيق في وحدته كما هي سياقات العمل ، ويعتبر وفاته اثناء الخدمة وليس
من جرائها .. شقيقة الجندي المتوفي تقدم اعتراضا الى مديرية الدائرة
القانونية على قرار المجلس ألتحقيقي المذكور باعتبار الدائرة القانونية هي
المرجع القانوني لكافة وحدات الجيش العراقي .. عليه فقد صدر الأمر بتشكيل
مجلس تحقيقي جديد من ثلاثة ضباط احدهم العقيد طارق حرب الذي تولى مهمة
إنجاز التحقيق واصدار القرار المناسب .. والذي خلص الى ان وفاة الجندي المذكور كانت اثناء الخدمة ومن جرائها !!!!.. ويستحق مخصصات شهداء قادسية صدام المجيدة .. الخ ...القرار .
ولكن
جهة أمنية كانت تراقب الأحداث وقرارات المجالس المتضاربة مما يدفعها ان
ترفع تقريرا عن بواقع الحال الى الجهات العليا مذكرة ان المجلس ألتحقيقي لم
يكتب من خلال الاطلاع على ارض واقع المعركة .. وانما كتب ليلا في شقة الفنانة السمراء ((...)) مطربة
الاذاعة والتلفزيون المعروفة (( شقيقة الجندي المتوفي )) وبناء على هذه
المعلومات أمرت السلطات العليا بتشكيل مجلس تحقيقي بحق الضباط الحقوقيين
الثلاثة ... ولا ننسى دفاع )) احدهم )) تقديمه تقارير طبية تثبت انه كان ((عنينا(( منذ أكثر من سبع سنوات ...
ولا ننسى تعليق المحقق الظريف : ) كيف ؟ وله أطفال دون هذا السن (
قرر
المجلس التحقيقي تقصير الثلاثة ... ومع (( الواسطة )) التي يجيد بطلنا
أصول فنونها .. قررت الجهات العليا إحالة الضباط الحقوقيين الثلاثة على
التقاعد ... فقط !!!
فهل
عرفتم من هو الأستاذ طارق قاسم حرب الحقوقي المدلل على ( النظام السابق)
والمتضرر منه حاليا ومنظر المحكمة المهزلة المحتصة بمحاكمة اركان النظام
السابق؟
ونجم أقبح وأقذر فضائيتين تابعتين للاحتلال ? الحرة والفيحاء
من أقبح أقواله : ))ان
قرارات مجلس الأمن الدولي والتي هي من أعلى صيغ القانون الدولي تنص علانية
على سيادة العراق وإستقلاله، وان السيادة العراقية هي سيادة حقيقية على
كامل التراب العراقي((.!!علما انه صاحب المقترح الى صدام حسين بقطع اذن الهاربين من الجيش العراقي... والوثائق التي تثبت ذلك موجودة