أوراق الثورة
نهاية رجل كذاب
الدكتور عبدالستار الراويثمن
التظاهرات السلمية كان دماً مراقاً في شوارع بغداد وفي ساحة التحرير، قدم
العراقيون (18) ثمانية عشر شهيداً في يوم واحد. تساقطوا برصاص حكومة
المالكي الناقصة. قيل في الأخبار إن المولى الأمريكي القابع في القلعة
الخضراء، غارت عيناه وهو يقرأ نبأ الحرية الأمريكية الغارقة بالدم، غضب
سفير واشنطن في بغداد، فأمر بإحضار رأس السلطة، وعلى الفور جيء بـ(نوري)،
قيل إن مشهد التقريع كان صاخبا، خرج رئيس الحكومة الناقصة من قلعة سيده
الامريكي هلعاً.. يجر ذيول الخيبة والخذلان، بعد أن أبلغ أن إدارة الرئيس
أوباما تمنحه (100) يوم فقط لتسوية أمر البلاد، وهي فرصته الاخيرة الآخذة
بالتآكل، وبعد أن تبخر أكثر من ثلثيها ولم يُسجل نوري إنجازاً واحداً، بل
على عكس ذلك، تصاعد معدل الصراعات السياسية والشخصية بين أعضاء حزب
"الدعوة" الحاكم والذي يتزعمه المالكي، وبين أعضاء ائتلاف دولة القانون
الذي يتزعمه المالكي أيضاً، وزاد التوتر على الجانب الآخر بين أعضاء حزب
الدعوة من جهة والصدريين والائتلاف الوطني من جهة أخرى وبالعكس، وكل هذا
ألقى بمطرقته الموجعة على جمجمة نوري الذي لوحظ عليه الأرتباك والارتجال
والتخبط على المستوى الداخلي والإقليمي، بحيث تصادم المالكي والنائب كمال
الساعدي لفظياً مما ولد صدمة نفسية وصحية للأخير، والذي لازم على أثرها
بيته بإقامة شبه جبرية مع انقطاع التواصل بين الرجلين، ناهيك عن الأخبار
المتسربة من دهاليز حزب الدعوة فهناك خلافات ومشكلات متصاعدة، وهناك تخوين
لبعضهم، وهناك قرارات مؤجلة قد تخرج على الهواء مباشرة في أي وقت، لتعلن
إقصاء بعض قيادات حزب الدعوة في محاولة لإستعادة شيء من ثقة الشارع
العراقي، وأما ائتلاف دولة القانون فهو في طريقه إلى التشرذم حال الصدام
المرتقب بحاجز الشعب الصلب الذي اسمه الرقم 100 والشعب وحده من سيضع خاتمة
القول ليعلن نهاية مستعرق (كذاب).