بوادر ازمة تستفحل بين
المطلك و علاوي
بقلم : مثنى الطبقجلي
مثلما كان متوقعا استفحل الصراع الناشب داخل ائتلاف العراقية وانعكس بتداعياته على لهجة الناطقين والمتحدثين باسمها لتكون ساحته الشارع السياسي والاعلام العراقي , وبمرارة نتذوقها اتخذ التبارز بالكلمات والبيانات شكل , مواجهة ما برحت تترك ابعادها وظلها الثقيل على الزيارة التي يزمع القيام بها للكويت اياد علاوي رئيس ائتلاف العراقية , عدها البعض محاولة من الجبهة العراقية للحوار الوطني بزعامة صالح المطلك لاعاقة الزيارة بما انطوت عليها من دوافع تريد كبح جماح زعيم ائتلاف العراقية ومحاولاته الاسئثار بالقرار السياسي داخلها , حتى ولوكان ذلك محسوبا على موقف يرقى الى المسؤولية الوطنية في حل الخلاف بين البلدين الجارين بعدما عجز عن اصلاح ما بينهما كلا من المالكي والطالباني في زياراتهما المتكررة للكويت .. التي ذهبت نتائجها سدى..
موقع عراق تحت الخط الاحمر نقل عن تقارير سرية عاجلة تحدثت عن أتفاق بين المالكي والمطلك والاكراد لتشكيل حكومة أغلبية سياسية بعد أنتهاء مهلة المائة يوم والاستغناء عن علاوي وعن بعض قيادات العراقيه الموالين لعلاوي وبينهم الهاشمي والعيساوي... ولو افترضنا جدلا امكانية تطبيق ما يدبر وفق هذا السيناريو البغيض فان الامر سيترك اثارا خطيرة على الاوضاع السياسية والامنية في العراق ككل وربما المنطقة باسرها , احاديث مثل هذه او شائعات تسري هنا وهناك وتسريبات ربما تؤكد ما كان يتردد في الاشهر الماضية عن علاقات غير منظورة ووعود بين المالكي والمطلك عبر وسطاء تطورت بما قيل وقتها عن منح المطلك منصبا رفيعا في الدولة فيما لو تخلى عن العراقية وعلى ما يبدو ان الحملات الاعلامية المتبادلة بين الدملوجي والملا هي مقدمات هذا الحدث المتوقع المؤلم ..لندع الايام وهي ليست ببعيدة على انتهاء مهلة المائة يوم التي انقضى ثلثيها لتنبئنا بما يخفي الاخوة الاعداء ..؟ وان غدا لناظره قريب..
وعلى ما يبدوا ان المشهد السياسي بات مكفهرا كما عبرت عن بعض جوانبه ميسون الدملوجي الناطقة الرسمية باسم القائمة العراقية بقولها :أن رئيس كتلة العراقية في البرلمان سلمان الجميلي تبرأ من تصريحات النائب حيدر الملا المسيئة للكويت..؟؟والتي اتهم فيها جارة العراق الصغيرة بانها تغلق الأبواب باتجاه العراق وبما يعيق الوصول إلى تفاهمات لإخراجه من طائلة الفصل السابع والعقوبات الدولية. لكن واقع الامر , انه كذلك وما اثير من حوله من لغط وتساؤلات وصدق الملا ..وكذبت الدملوجي ,لان الكويت ياقيادة العراقية , واسالوا وزير الخارجية هوشيار زيباري هي الان من تبتز العراق فعلا بالبند السابع لكي تملي ارادتها على بلد عملاق بشعبه وبتاريخه مثل العراق , ولكن من يخجل ؟ وقد اعتبر الكثير من المحللين للشان العراقي ما تفوهت به الدملوجي وقاله الجميلي تبرأ كاملا من جانب القائمة العراقية إزاء تصريحات النائب حيدر الملا اعتبروه تصعيدا خطيرا في حمى الصراع بين اقوى شخصيتين داخل الائتلاف نفسه حينما وسمت الناطقة باسم العراقية رأي الملا بانه رايا ا شخصيا لا يمثل موقفها ولا وجهة نظرها حيال العلاقات مع الكويت...فمن الصادق فيهما ..؟
اذن من اطلق العنان للسان الملا... في تصريحات مثل هذه خرجت عن ارادة ووحدة الخطاب الاعلامي لقيادة ائتلاف العراقية ..؟ وما هي دوافعها في هذه المرحلة من العمر الافتراضي القصير للحكومة العراقية ..؟ ثم اليس كان المفروض برئيس الكتلة العراقية داخل البرلمان وهو سلمان الجميلي التشاور مع نوابه او مع الملا نفسه لقيادة مثل هذه الهجمة التي تستحقها الكويت فعلا او اسكاته ... والمجال هنا واسعا لتذكير العراقية بان عددا من قادتها وبينهم عز الدين الدولة كان طلب في مؤتمر صحفي ان تدفع الكويت التعويضات للعراق , وليس العراق من يدفعها له بسبب سماحها لقوات الغزو باجتياز حدودها وضرب العراق وتدمير بناه التحتية وقتل سكانه ومن ثم احتلاله.... السؤال للدملوجي : اين ذهبت مطالبات امثال هولاء النواب وغيرهم لمواجهة الخطر الكويتي الكامن تحت عباءة الاحتلال ومن مهدوا له ماديا ومعنويا ..؟
اليس كان المفروض ان نحل مشاكلنا الداخلية وهي كثيرة ومتشعبة قبل ان ننتقل الى حل مشاكلنا مع دول الجوار وهي نار تحت الرماد , لكن سلم الاولويات لاي عاقل يقول: ان جبهتك الداخلية حينما تكون محصنة لن تتمكن قوى الارهاب مهما كان شكلها وانتماؤها وواسبابها ان تفعل فعلها في الشارع العراقي كما يحدث اليوم, اي ان نبدأ بانفسنا والمصالحة السياسية وبترميم اقتصادنا وبما نؤمن في خط متواز معها عملية الاستقرار الامني وتقديم الخدمات , ولنطالب ايضا بحقوقنا التي سلبتها الكويت وغيرها كما نطالب بالتعويضات عن كل ما لحق ببنانا التحتية من دمار الغزو غير المبرر , والا بأي حق نسمح لافراد كانوا جاءوا الى العراق للتجسس عليه وتهديم عراه الوطنية ان يمنحوا التعويضات كما حصل مؤخرا حينما دفع العراق مبلغ 400 مليون دولارلمتضررين وهميين وهذا نموذج مما نتحمله في ظلال مسؤولين لايستطيعون الدفاع عن وطن ...؟ فيما يتنصل ولاة الامورعندنا من المطالبة بحقوق العراقيين , والمطالبة باسترجاع ثرواتنا المنهوبة وفي مقدمتها اموال وآثار العراق.. وهل نسي البعض من نوابنا تصريحات لهم كانت تطالب الكويت بدفع تعويضات للعراق عما لحق بشعبه وحضارته من دمار وهل نسى محمود عثمان الذي قال يجب ان لانعترف بالحدود الدولية مع الكويت حتى توقف مهزلة التعويضات والديون ...
قيل الكثير في الاسباب التي دفعت حيدر الملا للادلاء بتصريحه هذا وتعكير اجواء زيارة علاوي للكويت.... باعتبار ان الملا احد المتحدثين في العراقية , ولكنه في حقيقة الامر الناطق الرسمي باسم الجبهة العراقية للحوار الوطني التي يتزعمها صالح المطلك الذي كان يستهدف كسب وده المالكي لانتزاع ورقة قوية من ائتلاف العراقية برئاسة علاوي لفك عرى الائتلاف لانه يمتلك 22 نائبا في البرلمان وهو ضعف ما يمتلكه مجازا اياد علاوي من نواب , ولهذا شرع المالكي بمسرحية الغاء قرار المساءلة والعدالة تحت وهم اتفاق اربيل واعيد المطلك للواجهة السياسية نائبا لرئيس الوزراء لكنه اكتشف انه وضع في موقع مجردا من الصلاحيات , وهي الاسباب نفسها التي دعت نائب رئيس جبهة الحوار الدكتور مصطفى الهيتي الى التلويح بان المطلك قد يترك موقعه في رئاسة الوزراء لانه مجردا من الصلاحيات ولانه يريد ان يكون في واجهة الاحداث ...ولان المالكي يريده الى جانبه في الحكومة القادمة , كان المطلوب تفجير ازمة سياسية لكي يسهل الانسلاخ عن العراقية والعودة لهيكلية الجبهة العراقية للحوار الوطني لتاخذ مكانها في الوزارة القادمة فيما يضطر علاوي الى التراجع الى الصفوف الخلفية للمعارضة, لاجل ذلك كله كان ان كلف حيدر الملا بقطع الطريق على زيارة علاوي للكويت التي لن يصطحب معه المطلك فيها لانهما على النقيضين فيما يقولان وما يضمران لبعضهما البعض...
قطعا انها ليست المرة الاولى التي تتصاعد فيها في العاصمة العراقية تصريحات نارية متشابكة بالالسن ..؟ داخل ائتلاف العراقية فقد شهدت ساحة العمل المشترك داحلها على الدوام صدامات سواء كان الامر في عمان ام في بغداد تمحور بعظها حول اتهامات لاياد علاوي للمطلك بإجراء اتصالات جانبية مع زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي بحثًا عن منصب رفيع. ما اثار حفيظة المطلك وفي المقابل كان المطلك يتهم علاوي ايضًا بالانفراد في الاتصالات والقرارات..لكن الكتلة العراقية داخل البرلمان دحضت هذه الشائعات وخرجت بموقف موحد على الاقل امام العراقيين والخصوم معا ولم تشر فيه الى المشادة الكلامية بين علاوي والمطلك كما قيل انها وقعت في عمان وبدلاً من ذلك أكدت ان اجتماع قيادات كتلة العراقية اثبت فشل المحاولات المحمومة لاحداث انشقاقات في صفوفها باستعمال المغريات والوعود بالمراكز والاموال .فمن نصدق ونكذب ..؟
. كشف الهمس العالي المتصاعد من داخل اجتماعات العراقية ان المطلك اوجع علاوي بكلماته وازعجه باتهاماته له موجها له كلاما ذي وقع شديد بقوله : (انك وفي جميع اتصالاتك وتصريحاتك تقول انك زعيم ائتلاف العراقية على الرغم من ان هناك اتفاقًا بأن القيادة جماعية بداخلها حيث انه لم تجر اي انتخابات لاختيارك رئيسًا لها) .لكن حامد المطلك وياسين المطلك في تصريحات صحفية ينفون على الدوام وجود أى خلاف بين صالح المطلك واياد علاوى او بين جبهة الحوار الوطنى وبين حركة الوفاق الوطني ويقولان عنها انها اتهامات من فعل أطراف معينة لم يسموها بالاسم .وفيما كانت اجواء المنطقة الخضراء وشارع الزيتون حيث مقر العراقية ملبدة بغيوم الشك وعدم الثقة , احاط الغموض ما يدور من صراع ارادات بين علاوي والمطلك ترقبه عيون السلطة ودولة القانون تحديدا بحذر وانتباه شديدين , وقيل ان دولة القانون هي من تعمل على تاجيجه بطريقة واخرى مستندة على حقائق على الارض واشاعات غطت اجواء العلاقة بين زعيمي الوفاق وجبهة الحوار قطبي العراقية الرئيسين في محاولة لتمزيق ائتلافهما وكسب ود المطلك , فيما كانت تترشح على الدوام شائعات قوية حول صراع بين الشخصيتين القويتين في الائتلاف وهما اياد علاوي وصالح المطلك وان المالكي أبدى للاخير تعاطفا معه،وتلك اشاعات معادة يجري ترويجها بنغمات عالية كلما تصاعدت ازمة او اقتربت . ..
اما المتصببين عرقا على انهيار العراق وتمزقه فانهم يرون ان متوالية الاحداث تمر سريعا وسط تبادل الاتهامات ومحاولات تمزيق الخصوم بعضهم البعض والتي تدفعهم فيها مطامح شخصية اكثر مما هي مشاريع وطنية اصبحت سمة التصريحات النزالية التي تشهدها الساحة العراقية داخل القائمة الواحدة , ما يستدعي تحركا فاعلا للقوى الوطنية اي كان نمط مشروعها الوطني لوقف هذا التدهور في السلوكيات العقيمة هذه , لان الموقف يتطلب التحرك سريعا على اسس من الثوابت القومية وتحميل المسيئين لوحدة الصف الوطني المسؤولية التاريخية كاملة عن التراجع عن انقاذ العراق في هذه المرحلة الحرجة من الانهيار السياسي والاقتصادي وضياع هيبة الدولة , فالحاجة الى تحالف سياسي فاعل بين القوى السياسية ينبغي أن يبعث برسالة اطمئنان للشارع السياسي العراقي وللدول الإقليمية مفادها أن البلاد تتجه نحو الاستقرار حتى ولو خرجت قوات الاحتلال . فهل ستكون هذه هي رسالة اياد علاوي التي يحملها للكويت ..؟ التي اريد لها ان لا تصل , ذلك ما ستنبئنا به نتائج الزيارة ..
اما بغداد الغارقة في احزانها وظلمات لياليها وطلقات المسدسات الكاتمة واشاعات المتنافسين معا فان رنين الهواتف النقالة لا يكاد ينقطع لحظة واحدة يحمل من التداعيات والاخبار والتحليلات ما يجعل اجوائها المنتظرة اشد قتامة من ليلها البهيم .. ولان شر البلية ما يضحك تعالوا معنا لنرى ماذا يقول احد اعضاء اسرة المطلك وهو النائب عن القائمة العراقية ابراهيم المطلك والقيادي في الجبهة العراقية للحوار الوطني في احدث تصريحاته التي يعبر فيها عن استعداد قائمته مشاركة ائتلاف دولة القانون في برنامج مشترك لإدارة البلاد. ???وقال المطلك لـراديو سوا إن المشاورات تتجه نحو إمكانية الاتفاق مع ائتلاف دولة القانون على وضع آلية مشتركة لإدارة البلاد، لافتا في الوقت نفسه إلى عدم وجود إتفاق نهائي بين الطرفين حتى الآن. كما أكد المطلك أن حوار القائمة العراقية مستمر مع كل من المجلس الأعلى وكتلة التوافق ووحدة العراق، مشيرا إلى جهود تبذل في اتجاه إقناع الكتل الكردستانية بالانضمام إلى تحالف جديد يحقق أغلبية برلمانية,يعني بصريح العبارة ( كملت السبحة ) كما يقول المثل العراقي .. هنا ..اردت ان اسال النائب المطلك وهو قطعا ليس بسياسي وانما اقحم فيها اقحاما , لمن هذه الاغلبية وهذه الاستعدادات في برلمان لاتوجد فيه معارضة برلمانية مثلما نجدها في برلمانات دول العالم ..لمن ..؟ قطعا لن يجيبني ..؟
اليوم حيث تطفح الساحة السياسية العراقية في متلازمة دعاوى اشباه ساسة يدعون الوطنية ويمسكون بمقاليد الامور ويتصارعون فيما بينهم مثلما نرى نقول: كفاكم صراخا يا حيدر الملا فهناك اليوم قضايا اكبرتتطلب حلا , وكفى انت عويلا يا دملوجي فالخطب كبير ( والركعة اصغيرة والشك كبير )...وجزءا من اللعبة السياسية ما يردده البعض بهمس عال ويشاع مجددا في بغداد عن نية صالح المطلك الانسلاخ من القائمة العراقية والانضمام بالجبهة العراقية للحوار الوطني الى التحالف الوطني وربما الكردستاني وذلك لايعدوا الا كلاما معادا ذو حدين اريد به الضغط على علاوي وزحزحته واخراجه من المعادلة السياسية العراقية باي ثمن ... مطلوب من الاحزاب الوطنية ومن جماهير الانتفاضة الشعبية في ساحات تحرير العراق ان تعيد ترتيب بيتها,وتنشر جهدها ليكون في كل ساحات العراق فلربما ستضطرها الايام القادمة حتما ان تتخذ قرارا اشد منه وقعا مع انسحاب اخر جندي امريكي من العراق نهاية العام الحالي ..؟. , ولو نفذ الغلاة ما مكتوب لهم ان ينفذوه باتجاه الهدف المرسوم في فكر المزايدين والمدعين فانه لاخير في عراق تهتز قوائمه ودعائمه يحكمه ويسير اموره ساسة من هذه الانماط ... ان لم يحقق شعبه بنفسه التغيير الجذري ..