علاوي يتفجر بنداء.. والمالكي يفعل القضاء.. وأمريكا تطالب بتعويض وبقاء في عراق منهك بالبلاء
د. عمر الكبيسي
2011-06-19
في خطاب اعتراف، بعد صمت واعتكاف، أفرغ فيه الدكتور علاوي ما في جعبته من شعور بالإجحاف، بعدما أحرقت صوره في ساحة التحرير ونعت بأقبح الأوصاف، من شركاء الحكم بلا عذر وإنصاف، من بلطجية كما وصفهم حشدهم حزب الدعوة بالآلاف، في ما يحسب في عالم السياسة خارج الأصول والأعراف.
خطاب حاد وقوي وجاف، بلغة النقد والتوبيخ والاعتراف، ذكر وعدد فيه الكثير مما ناله شعبنا من دمار، اعترف بأن الشعب جريح ومنكوب بلا مداواة أو إسعاف، وإن الشراكة كذبة وغدر وإسفاف، ورأس الشلة في حزب الدعوة كذاب ومناور وسوَاف، وحزب الدعوة ضخَّ في ساحة التحرير ببلطجية وغوغاء وأجلاف، وان فكره الديني اصبحت له هذه الممارسات خير كشَّاف، ولم يعد من وسيلة لانقاذ العراق إلا من خلال ما يسطره الشباب من تظاهر وهتاف. بينما رد دولة المالكي على شريكه بـ'روزخونية' الاحتراف، ورفع حزبه دعوى قضائية متهما إياه بالإسفاف .
مع ما تفرزه ساحة صراع الشركاء من جدل واستخفاف، ينبغي تذكيرهم أن استقدامهم الغزاة بدعوى التحرير! كان جرما بحقنا واستنزافا، وانهم جميعا يتحملون اثم ما اقترفوا من إسفاف.
شعب جريح منكوب بسبب الغزو لا ينجيه من جريمة استدعاء الغزاة خطاب اعتراف، بعد كل الذي أصاب العراق من وهن وعنف وقهر وإضعاف، وبعد دمار ومسخ وهدم لثماني سنين عصيبة عجاف، وخطاب علاوي مرفوض ولا قيمة له اذا كان خطابه رد اعتبار شخصي الأهداف، وموجة ركوب التظاهرات ومحاولة احتوائها يحسب خرقا لها واختطافا، وخطاب علاوي إذا احتسب اعترافا وندما واعتذارا وتصعيدا نحسبه نقلة لشعب يطالب بالتحرير، يتطلب الانسحاب من عملية سياسية فاشلة واللحاق بخطاب المناهضين والمتظاهرين الشفاف، وإلا كيف تكون للخطاب مصداقية، وعلاوي قال مراراً وتكراراً 'إحنا الأسسنا الملعب وهو فيه الهداف'، وامام الكونغرس قال علاوي قبل أكثر من عام بانه ما زال الشريك والصديق وحامل المجداف، على علاوي والمطلك والهاشمي والنجَّاف أن ينسحبوا من هذا الملعب المربح والمثري والمتراف؟ ويلحقوا بساحات التحرير بعلم مشروع وطني حقيقي ساخن رفراف، تكون ساحاته ميدان فعل واقتطاف .
الوفاق والمؤتمر والدعوة والحزب والمجلس الاسلاميان والحزبان الكورديان كلها في احتلال العراق أطراف، حقيقة يعرفها شعبنا ليس فيها جدل أو خلاف. تصارعوا تقاتلوا تنازعوا، جميعكم في شرعنا جلاَّف، وكلكم في عيننا أخراف مسختم التاريخ وخنتم الاجداد والاسلاف، إن لم تكن في فعلكم براءة من نصرة العلوج والأجلاف، فكل ما يقال من وعدكم جزاف.
المالكي الدعوي يدا لمحتل يمد ويدا لإيران تضاف، والموت يقضم شعبه جهرا ويعصف بالضعاف، إيران نافذة بنا برضى الغزاة ولا اختلاف، ساد الفساد بعهده والسارقون رؤوس حزب او هراف، الجرح متسع الحواف، والسيل قد بلغ الزبى لا رتق يجدي أو رياف، وكل حكم جائر لبطانة العهر استضاف، فيه الكفاءة أهدرت وذوو العقول به تعاف، بالمال عهر يشترى ليهجروا فيه النظِاف، لن يستمر الذل باستمرار غدر واختطاف، أما العمائم والمراجع أصحاب فتوى الاحتراف، من بايعوا المحتل باسم الدين ذلا وارتجاف، الشعب أدرك دورهم من بعد ما اتضح الزياف، سقطوا وليس لقولهم صدق ودين او عفاف.
من جئتمو بجيوشه باقٍ وانتم في اصطفاف، لا يستحي بقباحة ان يطلب التعويض وأنتم المانح والصراف، بأي شرع يدفع الإنسان ديات من قد اوقع الموت به وشرعن التعذيب والتنكيل والخطاف، لو لم تكونوا يا رعاة في إئتلاف، وانتم السراق من أموالنا وكلكم حواف، جميعكم كنتم على صدقاته في كل اسبوع لكم صفاف، وانتم اللائي أتوا باحتلال واحتلاف، أموالنا في ظلكم في عهدة المحتل كالأوقاف، ونفطنا من غير عدادات تسرقوه يا جياف، أسعار كل نقطة من زيتنا في عالم اليوم غدت أضعاف، وشعبنا قد نخرت عظامه النحاف وليس من ماء به يسقى ولا دواء أو غذاء أو لحاف.
أقسم بالله الذي في نعته قد حارت الأديان والأطياف، بأنكم لا تملكون ذرة من شيم الأعراف، وليس فيكم خصلة من قيم الأشراف، قد نفر الشباب والشيوخ لمطلب الضمير والإنصاف، تظاهر الشبان سلميا بأغصان من الزيتون والصفصاف، ما بالكم ترمونهم بالنار والحديد في قضبة السجان والخطَّاف والجعَّاف ماذا إذا اجتاحتكم الأثقال بالطوفان والدخان والقذَّاف، فشعبنا ما كان يوماً خانعا خوَّاف، من كل صوب جمعنا لسحقكم شغَّاف، فجر قريب قادم لناظر شوَّاف. وحينها ستشهدون، نهاية المطاف.
' كاتب عراقي