طرح الاستاذ الكاتب والصحفي سلام الشماع سؤالين للحواروالنقاش ، حول احتمال ان تقوم ايرن بمهاجمة احدى دول الخليج العربي ، وكانت مداخلتي المنشورة في الصفحة :9 من جريدة الوطن البحرينية عدد يوم 9 /5/2011 ، كما يلي :
س : هل تعتقد ان ايران تنوي من خلال تصريحات مسؤوليها العدوان على دول الخليج ، او هي تهيئ لذلك ؟
ج : من خلال الاستقراء العام لسلوك الدولة الايرانية ما بعد الشاه يمكن القول ان ايران تلجا عادة لتصعيد ازماتها مع دول الجوار العربي وحتى الدخول في حروب معها كوسيلة لحل ازماتها الداخلية ومحاصرة المعارضة في الداخل والقضاء عليها بحجة ان الحرب لاتسمح بالخلافات ، وايران تعيش عدة ازمات خانقة حاليا ، لعل اهمها :
1 : الخلاف العميق بين خامئني ونجاد ، قد تدفع الاثنين للتسابق على العدوان على دول الخليج كوسيلة لتصفية الحسابات مع الاخر من خلال الاندفاع او التظاهر بالاندفاع على الحرص على المصالح الوطنية الايرانية واعادة الامجاد الكسروية .
كما ان تفكك جماعة اتخاذ القرار الذي تعكسه هذه الازمة ، وتشتت القرارات قد يعطي الفرصة لضابط متطرف ليقوم ببعض التحرشات التي يمكن ان تتصاعد الى حالة حرب وعدوان .
2 : تململ الشعوب المضطهدة في ايران واستعداداتها للانتفاض والثورة كما هو الشعب العربي في الاحواز والاكراد في الشمال . والاحواز هي اهم مصادر ثروة ايران وغناها من خلال تركز الثروات النفطية في المنطقة ، وموقعها الاستراتيجي على الخليج .
3 : قد تحسب جماعة اتخاذ القرار الايرانية انشغالات العالم واميركا بمجريات الاحداث في الوطن العربي ، مما يصور لهم ان الوقت اكثر ملائمة للمضي في تحيق اطماع ايران بالمنطقة .
4 : حالة الحصار الدولي على ايران بسبب برنامجها النووي قد يدفعها للعدوان كوسيلة للضغط على القوى الدولية لفك الحصار لان مثل هكذا عدوان قد يهدد امدادات النفط لاميركا واوربا ، فتحاول ايران ان تستعمل هذا التهديد عاملا للمساومة والتفاوض لرفع الحصار وانهاءه .
بالمقابل كي يكون هناك من الحكماء داخل جماعة اتخاذ القرار ومستشاريهم ليوضح لهم الوجه الاخر لنتائج الحرب وسلبياتها ، كردة فعل الدول العربية من هكذا عدوان ، وقد يكون رد فعل القوى الدولية اكثر شدة وحدة فتتخذ اميركا هذا العدوان مبررا بتنفيذ تهديداتها بضرب المفاعلات النووية الايرانية ، ما يمكن ان يشكل كارثة ودمار لايران اذا كانت هذه المفاعلات الى حد تخصيب كميات كبيرة من اليورانيم ، او انها صنعت فعلا قنبلة نووية . كل ذلك قد يشجع الشعوب المضطهدة والمقموعة وخاصة عرب الاحواز للمضي في الثورة واعلان تحرير اقلينهم . واحتمالات ان يلاقي ذلك تدعيما وتشجيعا عربيا واسع ، كما هو الدعم الذي يمكن ان تقدمه القوى الدولية العظمى لعرب الاحواز لاحبا بهم بل تنكيرلا بايران .
بهذه الحسابات العقلانية قد تكتفي ايران بتصعيد تصريحاتها الاستفزازية وخلق حالة من التوتر والخوف في المنطقة دون ان تتجرا لتصعيد ذلك الى حالة حرب وعدوان . لكنها ستلجا عندها لتحريض تابعيها وعملائها لاشاعة التخريب في المنطقة في محاولة لزعزعة استقرار الدول العربية .
س 2 : مالذي يمكن ان تفعله دول الخليج ازاء مثل هذا العدوان ؟
ج : كاي دولة او مجموعة دول عليها الاستعداد لمثل هذا العدوان بخطط مسبقة والتي يفترض ان تتضمن نقل المعركة الى ارض العدو من خلال من خلال تفعيل دور القوة الجوية والصاروخية لدول الخليج لتضرب بالعمق الايراني وبقوة رادعة ، اعداد القوات الخاصة من صاعقة ومظلين لتنفيذ انزالات داخل الارض الايرانية وتدمير خطوط المواصلات العسكرية ، والمنشاة الحيوية الايرانية وتكبيدها خسائر فادحة لاجبار ايران للتراجع عن عدوانها ووقفه باسرع وقت ممكن . تطوير سلاح الضفادع البشرية لمواجهة ومباغتت القوة البحرية الايرانية ، واحداث اكبر قدر ممكن من الخسائر بها وشل قدرتها باستخدام الاسلحة المضادة المناسبة لذلك .
بغير هذا لااعتقد ان دول الخليج ستكون قادرة في الدفاع عن استقلالها ومصالحها ، فايران تحاول ان تستغل ضعف بعض هذه الدول لتحقيق اطماعها التوسعية . واذا احتلت ايران اي دولة عربية خليجية او جزء من اراضيها سوف لن تنسحب ما لم يكن هناك من القوة العربية ما يكفي لالزامها على الانسحاب وتجربة الاحواز ، والجزر العربية الثلاث خيرمثال ، لم تختلف بهذا ايران المتاسلمة عن الشاهنشاهية