كاتب وسياسي عراقي
في أولى فعالياته الطائفية السافرة، ينوي ما يسمى «المؤتمر العام للجنة الشعبية لنصرة شعب البحرين في العراق» وهو مؤتمر مختلق افتعله لص البنوك والعميل الصعلوك احمد الجلبي مع بعض غلمانه للتآمر على البحرين، تسيير قافلة يزعم انها ستحمل خمسين طبيبا وكميات من الادوية والمستلزمات الصحية لمساعدة من سماهم ضحايا الاحداث في البحرين من دون ان يذكر من هم هؤلاء الضحايا واين يقيمون وكيف عرف انهم بحاجة الى طبابة ورعاية صحية؟ خصوصا ان البحرين مليئة بأشهر الاطباء والمستشفيات والدولة فيها وفرت منذ سنوات طويلة افضل الخدمات لمواطنيها والمقيمين فيها وبمستويات عالية.
إذًا هي فتنة جديدة يسعى الى تأجيجها نفر من المشعوذين والدجالين وعملاء ايران وجواسيسها، في محاولة يائسة للرد على نجاحات الحكومة البحرينية في إفشال المؤامرة الشيعية الطائفية التي استهدفت شعب البحرين وسيادته، وهي مؤامرة نسج خيوطها آيات قم وطهران من الافاقين واللطامين لسلب عروبة البحرين وفصمها عن حاضنتها الخليجية، ولكن ارادة البحرينيين وثبات قيادتهم أسقطتا تلك المؤامرة التي حملت كما هائلا من الاحقاد الشعوبية والنيات الجهنمية ليس ضد البحرين وحدها، بل كانت مدبرة لتحويل منطقة الخليج العربي الى مسرح للفوضى والاقتتال الشوارعي والاجهاز على نعمة الامن والأمان التي تعيشها بلدان الخليج العربي في ظل الرفاه الاجتماعي والسلم الاهلي والتنمية والنهوض والتعاون المشترك بما يخدم شعوب المنطقة.
ولعل اختيار اسم «المختار» للقافلة المزعومة، يدلل على عبثية وطائفية من يقف وراءها، والمختار - كما تروى عنه كتب التاريخ - شخصية ملتبسة حكم الكوفة في صدر العهد الاموي فترة وجيزة وادعى في بداية أمره انه ممثل محمد بن الحنفية ورفع شعار يا لثارات الحسين بحجة الانتقام من قتلة الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام ولما تبرأ منه ابن الحنفية وكشف اكاذيبه زعم انه المهدي المنتظر جاء لنصرة الشيعة الى ان لقي مصرعه، غير ان الموالي الفرس مازالوا ينظرون اليه كواحد من قادتهم مع ان المؤرخين الشيعة اختلفوا في وصف مواقفه وافعاله بين رافض لشيعيته ومؤيد لها، وقد انتجت قناة تلفزيونية ايرانية مسلسلا عنه تعرضه حاليا محطات وقنوات شيعية طائفية معروفة، وفيه الكثير من القصص والحكايات التي تفتقر الى الاسانيد التأريخية والمصادر النزيهة.
ومن المفارقات المضحكة التي لها علاقة بقافلة «المختار» الموهومة ان وزير النقل في حكومة نوري المالكي الحالية هادي العامري ضرب على صدره وأبدى استعداده لوضع امكانيات وزارته في خدمة القائمين على القافلة، فقد اعلن ان وزارته مستعدة لتوفير ما تحتاج إليه القافلة من تأجير سفينة وتقديم التسهيلات لها، والعامري لمن لا يعرفه هو رئيس فيلق «بدر» وهو ميليشيات شيعية اسستها السلطات الايرانية في طهران منتصف الثمانينيات من القرن الماضي إبان اشتداد الحرب الايرانية على العراق وجهزتها بالمعدات والاسلحة تحت اشراف مدربين من حرس خميني وكلفت افرادها وجميعهم من الايرانيين بـ «التسلل» الى الاراضي العراقية، والقيام بطعن الجيش العراقي من الخلف وتفجير بيوت المواطنين الشيعة الآمنين والابرياء في القرى والقصبات الحدودية في محافظات البصرة والعمارة والكوت، ونظرا إلى الخدمات التي قدمها قادة فيلق بدر للأمريكان عقب احتلالهم العراق في ابريل 2003 وافق بول بريمر أول حاكم امريكي للعراق على الحاق اكثر من 500 منتسب من هذا الفيلق بوحدات الجيش والشرطة ضمن مشروع طائفي وتقسيمي سمي «قوات الدمج» اي دمج افراد الميليشيات الشيعية الطائفية في القوات النظامية بعد منحهم رتب عميد وعقيد ومقدم حسب اعمارهم استثناء من شهادة الجنسية العراقية وكذلك الوثائق الدراسية او التخرج في الكليات والمعاهد العسكرية.
ولم يعد سرا ان العامري الذي هرب الى ايران عام 1980 وحارب في صفوف القوات الايرانية ضد العراق باعترافه شخصيا، قد جمع ثروة طائلة من زج اعداد كبيرة من الايرانيين في الجيش والشرطة والاجهزة الامنية، وثمة معلومات مؤكدة تفيد انه مازال منتسبا إلى قوات فيلق «قدس» الايراني بدرجة لواء ويتلقى رواتبه ومكآفاته منه رغم انه وزير في حكومة يطلق عليها - يا للمفارقة! - اسم «العراقية» علما ان زوجته الايرانية واولاده منها وهم من حملة الجنسية الايرانية تعيش في طهران ورفضت مرافقته عند عودته الى العراق مع الدبابة الامريكية.
ان التلويح بتسيير قوافل طبية وانسانية شيعية من العراق الى البحرين، هو في الواقع نزعة طائفية القصد منها بث الفرقة ونشر الاكاذيب عن مملكة البحرين وشعبها العربي الاصيل بعد دحر حركة التخريب التي مولتها ايران وحرضت عملاءها واتباعها على القيام بها خدمة لأجندة آيات الفتنة في قم وطهران الذين يريدون تصدير أزماتهم الداخلية الى الجوار والخارج، وللأسف فانهم وجدوا ضعاف نفوس وطلاب سلطة لتنفيذ أغراضهم «الدنيئة» تحت حجج واهية وشعارات فارغة أثبتت الايام انها لا تمت الى الحريات وحقوق الانسان بصلة، فالذي يريد الحرية لا يقتل شرطيا وجد اصلا لخدمته وحمايته، والذي يدعو الى ضمان حقوق الانسان لا يخرب مستشفى او مركزا صحيا أنشأته الدولة للعناية بالمواطنين وتقديم الرعاية الصحية لهم، والذي ينشد الاصلاح لا يخرب المرافق العامة ولا يعطل العمل فيها، وانما يلجأ الى الحوار والتفاهم مع الآخر سواء كان هذا الآخر سلطات حكومية او مكونات سياسية واجتماعية اخرى.
ان القيادات الشيعية المأزومة في العراق بعد ان فشلت في مسارها ومسيرتها واخفقت في مشاريعها الطائفية وانعزلت حتى عن جمهورها وبيئتها واثبتت انها فاسدة ومرتشية لا تصلح للحكم وكل همها الاستيلاء على المال العام والسحت الحرام بصفقات مشبوهة ومقاولات مغشوشة، تسعى الى نقل نموذجها السيئ وتجربتها الحمقاء الى البحرين ومنها ما يسمى قافلة المختار التي هي عبارة عن لعبة مكشوفة الابعاد ومعروفة الاهداف.
وقد بات واضحا ان المتباكين على شعب البحرين من القيادات والحركات الشيعية والشعوبية في العراق، منخرطون ضمن حلقات خيوطها بأياد ايرانية من شاكلة الجلبي والعامري والجعفري وصولاغي ومقتدى وغيرهم من الذين في رقابهم طوفان من دماء العراقيين الابرياء يبدو انها لم تشف أحقادهم على العروبة والاسلام المحمدي، ولم تشبع كراهيتهم للعرب خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لذلك يعمد هؤلاء الى ابتداع الاعيب وحركات مكروهة وهم مشهورون بالبدع والضلالات لاخفاء خطابهم الطائفي التحريضي ومنهجهم الكارثي التدميري، وعيب على كل من يدعي انه بحريني او عربي ان يصدق ما يقوله عملاء امريكا واسرائيل وايران الذين يجثمون بقوة المارينز والموساد وفيلق «قدس» على صدور العراقيين منذ اكثر من ثماني سنوات داميات
