الى اين تتجه وزارة التعليم العالي في عهد علي يزدي
ياسر الخفاجي
كاتب وباحث عراقي
عند تشكيل أول حكومة عراقية في ظل الاحتلال الامريكي الغاشم أختارت جبهة التوافق العراقية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ليكون أحد عناصرها وزيرا لها وفعلا تم اختيار الدكتور زياد عبدالرزاق أسود لهذه المهمة نظرا لادراك جماعة التوافق لآهمية هذه الوزارة في الحفاظ والارتقاء بالمستوى العلمي للبلد وانعكاس ذلك على كافة المستويات ومرافق الدولة المختلفة .وتم لاحقا وبعد أول انتخابات برلمانية أختيار الدكتور عبد ذياب العجيلي من جبهة التوافق وزيرا للتعليم العالي وأستمر في اداء مهامه لاكثر من اربعة سنوات أستعان الرجل بالكفاءات الوطنية على مختلف مشاربها وخطى التعليم العالي في العراق في عهده خطوات راسخة وسار في المسار الصحيح من اجل اللحاق بركب الجامعات العالمية وكانت وزارة التعليم العالي من افضل الوزارات من حيث قلة الفساد المالي والاداري مقارنة بالوزارات الاخرى بشهادة العديد من المنظمات الدولية والمحلية . ولم يدرك الطائفيون صنائع المحتل الغاشم والعدو الصفيوني أهمية هذه الوزارة الا بعد ان انسحب العجيلي لفترة محدودة من الوزارة امتثالا لرغبة قائمته وتولي دكتاتور العراق الجديد المالكي مهام الوزارة من خلال الرفيق الطائفي عبدعلي الطائي الذي يشغل منصب الوكيل الاداري الاقدم للوزير.
ومنذ عام 2006 فان وزارة التعليم العالي هي مستهدفة من قبل الطائفيين سواء كانوا ساسة أو ميليشيات وماحادث من اختطاف لموظفي دائرة البعثات والمراجعين من أهل السنة ليس عنا ببعيد حيث لم تكشف الدولة الطائفية الجهات المنفذة ومن يقف ورائها على الرغم من توفر الادلة وتورط اشخاص من منتسبي الوزارة بهذه العملية . وأستمرت عمليات التصفية للقيادات العلمية السنية في جميع الجامعات العراقية واستهدفت في عام 2010 منتسبي مقر الوزارة فقد استشهد العديد من اصحاب الكفاءات أمثال الدكتور مظفر محمد محمود المدير في دائرة البعثات والعلاقات الثقافية والمستشار الثقافي السابق في بريطانيا والدكتور داود سلمان مدير التقويم والحاصل على الدكتوراة في الاحصاء وكان احد ضباط الجيش العراقي السابق برتبة عميد ركن ..بل طالت الاغتيالات احد المرافقين الشخصيين للعجيلي في مخطط متقن يراد منه تخويف اي سني كفوء من تبوء اي منصب مهما كانت اهميته في وزارة التعليم العالي وفي كل وزارات الدولة العراقية والمطلوب الان من الوزير العجيلي ان يوثق ويكشف اسماء زملائنا الشرفاء من الذين استهدفتهم الميليشيات الايرانية تمهيدا للمطالبة بكشف اسماء المتورطين من القتلة ومن يقف ورائهم .
وبعد استلام المتخلف الايراني التبعية علي يزدي الملقب بالاديب منصب وزير التعليم العالي فانه تجلت حقائق وأمور كثيرة في حلقة جديدة من التصفية والاقصاء والتهميش الجماعي تمثل أمتدادا للحلقات السابقة فان استلامه لهذا المنصب هو بحد ذاته يكشف المخطط الرهيب الذي اعد له فهذا الشخص القيادي في حزب الدعوه الايراني التبعية جاء لينفذ سياسة رهيبة لايستطيع اي وزير تنفيذها فهذا الوزير غير مؤهل اداريا ولاعلميا لان يشغل هذا المنصب ولو كنا نعيش في ديمقراطية حقيقية لتمرد اساتذة الجامعات على تنصيب هذا الجاهل لكن الجميع بعرف ان من يرفع صوته يعني تصفيته على ايدي عصابات الغدر والخيانه التي يقودها المالكي ويزدي . ان مجيء هذا الشخص وحرص حزب الدعوة على استلام هذه الوزارة هو دليل قوي على ان من قام بالتصفيات الجسدية هم أنفسهم لاغيرهم فبعد مجيء هذا الايراني شهدت المواقع القيادية والوسطى في الوزارة والجامعات العراقية تغييرات جذرية لتأتي بعناصر هذا الحزب الصفيوني لتحتل هذه المواقع بغض النظر عن أي اعتبارات علمية وأكاديمية فأصبحت الغالبية العظمى للمواقع القيادية لعناصر من نفس اللون طائفيا بل تكاد ان تكون من نفس الحزب. ان على من اختار المسار السياسي والشراكة العرجاء مع هذه الطغمة الطائفية أن يطالبها بكشف باسماء وهويات وتفاصيل الاشخاص الذين يقودون التعليم العالي حاليا لنرى الى اي مستوى وصلت اليه أرقى مؤسسة علمية حكومية في البلد .
ونتيجة لحصول يزدي على شهادة بكالوريوس مزورة في علم النفس فقد سجل على دراسة الماجستير في جامعة التخلف الحوزوية (الجامعة المستنصرية) وبالتحديد كلية التربية الاساسية حيث تم احاطته ورعايته من قبل عدد من ارباع المتعلمين في اختصاص علم النفس فنجحوه في الكورسات وكتبوا له رسالته فما كان من يزدي الا ان كافأ هذه الشلة المحسوبة ظلما على شريحة اساتذة الجامعات وذلك من خلال منحهم عدد من الامتيازات وبعض من المواقع القيادية في وزارة التعليم العالي أمثال المدعو فاضل شاكر الساعدي الذي اسند اليه منصب مدير مكتب الوزير فهو الآمر والناهي في الوزارة وكذلك المدعو ستار جبار غانم مدير قناة اسيا الفضائية التي يمتلكها حزب الدعوة فاسند اليه أهم موقع علمي الا وهو رئاسة جهز الاشراف والتقويم الذي يشرف على سير التعليم العالي في القطر اضافة الى اسناد عنصر المخابرات السابق وعميد معهد المحاسبة ومرشح دولة القانون في الانتخابات البرلمانية عبد الصاحب الجبوري موقع المستشار الاداري والمالي للوزير لتضاف هذه المجموعة الى المتخلفين الآخرين من مستشارين ومدراء عامين لازالو في مناصبهم منذ عهد العجيلي نظرا لما يمتلكونه من كفاءة التملق والتزلف التي كانوا يظهرونها للوزير السابق على الرغم من عدم كفائتهم علميا وعدم اجادتهم لاي لغة اجنبية .
ان هذه المجموعة المتخلفة مضافا اليها عبقرية الوكلاء قد تسلطت على مقدرات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية هي التي تخطط وتقدم المقترحات والنصائح ليزدي ( الاسم الحقيقي للاديب) والذي لايعرف شيئا عن واجباته وواجبات الجامعات والكليات والاقسام العلمية واداء التدريسيين ولايعرف شيئا عن التطور العلمي وماهو المطلوب للنهوض بمستوى التعليم العالي ...لذا فان اداء الوزارة يشهد حاليا تدهورا كبيرا فكل شيء يقال له من المقربين يصدقه وليس له القدرة على مناقشة اي مقترح أو فكرة تساهم في الارتقاء بالتعليم العالي .