عطفا على مقال الزميل
أحمد زمان “تجمع الوحدة الوطنية... إلى أين؟” المنشور بجريدة البلاد العدد 918 يوم
الأربعاء 20 أبريل 2011 وتساءل فيه عن المصير الذي سيؤول إليه تجمع الوحدة الوطنية
مستقبلا. وبصفتي كإنسان مسلم عربي مقيم ومحب للبحرين، وشاركت في دعوات التجمع مع
أسرتي، ويود المشاركة في الرأي فأقول متمنيا على الله، إن التجمع ما ولد إلا ليبقى
ويعيش إن شاء الله.
ما نريده لتجمع الوحدة الوطنية على وجه التمني أن يكون مشروعا إنسانيا للحياة في
مملكة البحرين، يذود عن الحرمات، حرمات الله والوطن والدولة، وأنا واحد ممن عمل مع
فضيلة الدكتور عبداللطيف آل محمود وأعرفه جيدا عن قرب، نعم هو رجل دين متسامح
ومتواضع، ولكن لا يأخذه في الحق لوم لائم، هو أبعد ما يكون عن الطائفية والعنصرية
والتحزب، لأنه يسمح ويسمع لكل من يريد أن يتكلم، ويقبل الاعتراض ويتجاوب مع الحق،
ويراجع نفسه، الرجل كما أعرفه لا يطلب مالا ولا سلطة ولا يصلح لهما، وقد لبى الناس
دعوته للتجمع بجامع الفاتح وفتح الله به علينا، لأنه هو يستجيب ويلبي دعوة من دعاه
للخير. وقد وفقه الله لخدمة بلده لأن الجميع يحسن الظن به، ونريد من الله أن يبقيه
كذلك، ولذلك أقول له ولرواد تجمع الوحدة الوطنية ومحبيه، لا نريد من التجمع شيئا،
وإنما نريد له كل الخير، نريد له أن يبقى سورا دائما للوطن يلم شعث الجميع. ونربأ
به أن يكون مجرد فزعة ونخوة عند الحاجة نستجيب لها أو لا نستجيب.
نريد على وجه التمني
لتجمع الوحدة الوطنية أن يكون خيمة للجميع للمسلم والمسيحي واليهودي، للسني
وللشيعي، للمتدين وللعلماني، للمواطن والمقيم، هدفه درء الخطر عن البحرين، فدرء
المفاسد مقدم على جلب المصالح، نتمنى أن لا تفرقه المنافع فلا نريد لقيادته عضوية
البرلمان والدخول في هات وخذ، ولا نريده يشترك بمحاصصة، ولا نريد أن تقتصر فعاليته
على جانب دون آخر.
في البحرين أحزاب كثيرة حتى لو لم تكن معلنة، وجمعيات سياسية وخيرية واجتماعية
وثقافية وإصلاحية شرقية وغربية ولكنها لم تغن في الأزمة عن الشدة، لتبقى كما هي
وليكن التجمع ملاذا عند الشدائد والرخاء، في العسر واليسر، يجمع كل من يريد من
هؤلاء بحسب قناعته ويكون سورا للوطن والدولة، فعند الشدائد يعرف الإخوان، نريده
صوتا للحق ينشده كل محتاج ولاسيما الضعفاء، ولا يقطع الرجاء من أحد حتى لو كان من
المجرمين والضالين والمغرر بهم، فقد يأخذ الله الناس بجريرة من ظلموا، وسكتوا على
الظلم.
ولا يعفي القائمين على
أمر تجمع الوحدة الوطنية ضمهم للجميع عن مسئوليتهم بالمبادرة على وجه السرعة إلى
إقامة تنظيم يربط بين قيادات التجمع في المحافظات وفي الوزارات والمؤسسات وبين
الشباب وطلبة الجامعات باعتبارها قواعد شعبية ومنظمات مجتمع مدني يمكن من خلالها
معرفة حجم القوة البشرية المساندة لهذا التجمع والمتبنية لأهدافه التي لا تتعدى أن
تكون إنسانية عامة، تدعو إلى التآخي الوطني، والتعايش السلمي بين كل أطياف القوى
البشرية التي تعيش على أرض البحرين، والحرص على سيادة الدولة، ونشدان الهدوء
والأمن والاستقرار وسير العمل على الوجه الأكمل والأمثل. وتتعاون مع كل التنظيمات
الأخرى ومع الحكومة بنزاهة تتجاوز الأهداف الضيقة والغايات الفئوية، ومن دون
منافسة احد أو الدخول بصراع جانبي على منافع محدودة أو الانجرار إلى مواقف هامشية،
ولذلك نريده للجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية والاجتماعية والثقافية.
التجمع الذي ينشده الناس
اليوم هو الذي يعلو على الابتذال ويتسامى عن التأييد المطلق الرخيص لهذا، أو
الوقوف الحدي المطلق ضد ذاك، فالشعوب ما عادت تحتمل المجاملات والأحادية وملت من
القيادات الكاريزمية الموهوبة، وأصبحت تميل إلى المشاركة والتفاعل بين كل شرائح
المجتمع وتنظيماته المدنية، والتفاعل مع متطلبات الشباب ومستقبلهم بروح أبعد ما
تكون عن التحزب الضيق، والمحمود نمط من هذا النوع من الرجال كما اخبر وكفء لهذه
المنطلقات الحيوية.
وبودي أن يستقل التجمع
وينهض بنفسه، ويعتمد على تمويله الذاتي، المشاركون في التجمع الذين لبوا الدعوات،
وحضروا في الظروف العصيبة، جاءوا يحملون أرواحهم على كفوفهم، ورقصوا رقصة التضحية
للوطن وسيادة الدولة، وعاهدوا الله على الفداء، واستجاب الله لدعواتهم، وتجمعهم
ليس بحاجة إلى مساعدة الدولة والحكومة، نحن الذين شاركنا في التجمع نجود ونقدم
المال وليأمر الأخ الدكتور المحمود فالمسلمين ليسوا عاجزين، وقد أعطتنا مملكة
البحرين كثيرا، ومستعدون للبذل والعطاء، نعم نحن وقفنا مع الدولة ولكن لن نطلب
الثمن، الأحرار هم من يدفعون ثمن السيادة والعز والكرامة، من أنفسهم ومن أموالهم
هذا ما أقدمه على وجه التمني للتجمع ولأخي وصديقي وزميلي الدكتور المحمود نفع الله
به شعبه ووطنه وقيادته والله من وراء القصد.