عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60693 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
موضوع: الإمبراطورية الأمريكية.. والطريق إلى النهاية الخميس أبريل 26, 2012 6:20 pm
09/07/2011
"قاوم" خاص - ويوجد عنصر آخر في طريق انهيار الإمبراطورية الأمريكية وهو المنشأة الصناعية العسكرية وشركات الأسلحة الكبرى والتي كانت تتعذى على فكرة جر الولايات المتحدة للحروب والنزاعات العسكرية وخاضت الساحة السياسية الأمريكية تحت مسميات وعناوين غير مباشرة من أجل إبقاء الاقتصاد الأمريكي أسيراً لفكرة الحروب ولجعل الناتج العسكري الأمريكي مندمجًا مع المنظومة الاقتصادية العامة.
------------------------------
قد ينكر غالبية الأمريكيين حقيقة أن حكومتهم أصبحت تشكل ما يشبه الإمبراطورية العالمية القائمة على محاور الأمن القومي والحرية والثروة، ولكن هذه هي الحقيقة بالفعل فالنظام الأمريكي الذي تحول إلى إمبراطورية يوشك على التداعي في ظل القواعد العسكرية المنتشرة في كل مكان في العالم تقريبًا وأنظمة الأقمار الصناعية في كل أنحاء الكرة الأرضية والميزانية المتضخمة للأنشطة العسكرية والدفاعية.
ويمكن القول إن هذا التوحش الكبير في الجهاز العسكري للإمبراطورية الأمريكية سواء على مستوى الأجهزة والهيئات أو الموظفين العسكريين لا يمكن أن يستمر إلى الأبد وسيئول إلى التفكك ولكن السؤال هليحدث هذا الانهيار بصورة قاسية ومفاجئة أم يجري بصورة مرنة ولينة غير مباشرة.
وقد أكد أحد أبرز النقاد للإمبراطورية الأمريكية هو تشالمرز جونسن أن الولايات المتحدة كإمبراطورية في طريقها إلى الانهيار بسبب أنها لم ولن تدرك طبيعة ردود الفعل والتداعيات التي تترتب على التدخلات العسكرية الأمريكية في العالم، مستشهدًا بأزمة الرهائن في إيران وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وما أعقب هاتين الواقعتين من تداعيات خسرت الولايات المتحدة الكثير من رصيدها وتوالت ردود الفعل التي كشفت أن النموذج الأمريكي في طريقه للاندحار لما يشكله من خطر على السلام العالمي.
ورأى جونسون أنه من المقبول جدًا الوقوف عند التوجه المصيري الذي أقدمت عليه الولايات المتحدة بدعم المقاتلين الإسلاميين في أفغانستان وتمويلهم وإمدادهم بالدعم اللوجيستي في وقت متأخر من الحرب الباردة، وهو الأمر الذي انتهى في وقت ما بوقوع هجمات سبتمبر.
وكشف أن الاحتلال السوفيتي لأفغانستان عشية عيد الميلاد عام 1979 كانت قد سبقته محاولات استفزاز متعمدة من قبل الولايات المتّحدة، مستشهدًا بما كتبه وزير الدفاع السابق روبرت جيتس عن أن المساعدة الأمريكية التي قدمت إلى المقاتلين الإسلاميين في أفغانستان بدأت فعليًا قبل ستة أشهر من وقوع الاحتلا السوفيتي.
وأكد مستشار الرّئيس كارتر الأمن قومي بريزنسكي أن يوليو عام 1972شهد أول توقيع لرئيس أمريكي على مساعدة معارضي النظام المؤيد للسوفيت في كابول، ورذلك على الرغم من التحذيرات التي صدرت بأن هذا القرار قد يؤدي في يوم من الأيام إلى غزو سوفيتي لأفغانستان.
وفي هذا الوقت كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تبني الجسور مع مقاتلين إسلاميين عرب وبالتزامن مع ذلك إقامة علاقات قوية للغاية مع الديكتاتورية العسكرية التي كانت تحكم باكستان وإعطاء الضوء الأخضر لإسلام آباد لكي تطور السلاح النووي.
وقد هذا المستنقع الذي غاصت فيه القدم الأمريكية يظهر للمواطن الأمريكي وكأن الإمبراطورية تتوسع وتزداد قوتها بينما في الحقيقة كان المستفيد هو شركات تصنيع الأسلحة وكان المستفيد هم أصحب الصفقات السرية الخاصة بالجيش الأمريكي على حساب مصادر القوة الحقيقية للولايات المتحدة.
وبالنسبة إلى وكالة المخابرات المركزية فقد خسرت مصداقيتها وخسرت قدرتها على التأثير في القرار السياسي بواشنطت وذلك بعد أن دمر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش نزاهة هذه الوكالة بترويج الأكاذيب فيما يتعلق بالعمليات العسكرية التي خاضتها إدارته، وهذا بالإضافة إلى الصراع المتنامي داخل الوكالة نفسها بين جناحين الأول يريد تحليل المعلومات المخابراتية وممارسة أنشطة التجسس لتقديم صورة واضحة لصانع القرار السياسي والجناح الثاني يريد أن يرى العالم كله من منظوره الخاص وبشكل سري ويريد تغيير العالم بناء على أجندة خاصة سواء فهم طبيعة الواقع كما هو أم لا، ومن ثم فقد أصبحت وكالة المخابرات المركزية بمثابة جيش سري تابع لمؤسسة الرئاسة ويستغل من قبل الرئيس لتبرير أي تحرك عسكري أو القيام بأية مغامرة غير محسوبة النتائج.
لكنّه ليس فقط وكالة المخابرات المركزية أو السياسة الخارجية الأمريكية الأخيرة الذي جاءت نشاطاتها ظهرا لمطاردة أمريكا.
جونسن يذهب طول الطّريق يعود إلى الحرب العالمية الأولى لتعريض كارثة سياسة التدخل الأمريكية:
لقد أقدمت الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى أحداث سبتمبر عام 2001 على القيام بما يزيد عن مائتين عملية عسكرية فيما وراء البحار ، وكانت الولايات المتحدة في هذه العمليات العسكرية صاحبة الضربة الأولى، ورغم ذلك فقد ساهمت واشنطن في تنصيب حكام ديكتاتوريين في في إيران، إندونيسيا، كوبا، نيكاراكوا، تشيلي، والكونجو وزائير, فضلاً عن الخبراء العسكريين الأمريكيين الذين قدموا الدعم لأنظمة الحكم في فيتنام وكمبوديا وغيرها.
لم تكن إمبراطورية أمريكا استعمارية بالنمط التقليدي ولكنهاها كانت استعمارية بالاعتماد على عدد ضخم من القواعد العسكرية في دول متحالفة معها حيث بلغ عدد هذه القواعد ابتداء من عام 2003 أكثر من 720 قاعدة، لكن هذه الأرقام الحكومية الرسمية قد لا تتضمن المراكز العسكرية في كوسوفا وأفغانستان والعراق، إسرائيل، الكويت، قرغيزستان، قطر، أو أوزبكستان.
وتتسم القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج بالضخامة وتثير استياء العديد من الشعوب التي تتواجد على أرضها بسبب انتهاكات أخلاقية واسعة النطاق للجنود الأمريكيين علاوة على الجرائم التي ترتكب في هذه الدول تحت حماية وتغطية وجود القواعد الأمريكية.
والعنصر الأكثر حسمًا في قرب انهيار الإمبراطورية العسكرية الأمريكية هي الترويج لمبدأ الحرية على النمط الأمريكي وهو مبدأ يخلو من كل المعايير الأخلاقية وتجلت الغطرسة الأمريكية في حربي العراق وأفغانستان وتعامل الإدارة الأمريكية السابقة مع منطقة الشرق الأوسط والحديث عما أسمته الفوضى الخلاقة.
ويوجد عنصر آخر في طريق انهيار الإمبراطورية الأمريكية وهو المنشأة الصناعية العسكرية وشركات الأسلحة الكبرى والتي كانت تتعذى على فكرة جر الولايات المتحدة للحروب والنزاعات العسكرية وخاضت الساحة السياسية الأمريكية تحت مسميات وعناوين غير مباشرة من أجل إبقاء الاقتصاد الأمريكي أسيراً لفكرة الحروب ولجعل الناتج العسكري الأمريكي مندمجًا مع المنظومة الاقتصادية العامة.