المكتب الاعلامي
عدد المساهمات : 3050 نقاط : 60723 تاريخ التسجيل : 14/10/2010 الموقع : http://www.ashairjanob.com
| موضوع: أزمة الحركة الوطنية العراقية قراءة وتساؤلات يقدمها الدكتور خالد المعيني الإثنين مايو 14, 2012 6:06 pm | |
| أزمة الحركة الوطنية العراقية .. والسؤال المركزي : ما العمل ؟
(بمناسبة السنة العاشرة للاحتلال ... مراجعة نقدية لأداء الحركة الوطنية العراقية)
د . خالد ألمعيني
أولا – إصطفافات ما قبل ساعة الصفر
ثانيا – لماذا سيكون العراق خط الجبهة الأول !!
ثالثا – إعادة تقييم وتعريف الحركة الوطنية العراقية
رابعا – الأمراض المزمنة في أوساط الحركة الوطنية العراقية
خامسا – صياغة الأسئلة الشائكة والكبرى
سادسا – هل لدينا قضية عادلة ! .. ماهي ، ماذا نريد ؟
سابعا – مالعمل ؟
في نمط الصراعات الشاملة والتي يشكل الصراع الجاري في العراق نموذجا فريدا لها ، عادة ما تتداخل عدة مستويات في آن واحد ، بحيث لايتمكن الباحث في الشأن العراقي من تلمس وتحليل حقائق هذا الصراع واستنتاج مخرجات منطقية ، ما لم يتم النظر لهذه الحقائق من خلال ثلاث أبعاد وزوايا ، محلية وإقليمية ودولية ، وفي فن الاستراتيجيات فإن طول الصراع قد يبدو للوهلة الأولى إنه قد حسم للطرف الأقوى إلا إن قراءة تجارب الشعوب المماثلة تخبرنا إن إنتصارها مسألة حتمية فالطرف الأضعف في الصراع إذا ما تمسك بقضيته أولا وآمن بها وكذلك اعتمد على المطاولة والنفس الطويل فإنه كثيرا ما تطرأ ظروف ومتغيرات في طبيعة الصراع نتيجة لتفاعل أكثر من مستوى فيه، ترجح من كفة الطرف الأضعف وتحسن من شروطه في الصراع وقد تشكل بعض هذه المتغيرات التي تطرأ على المستوى الإقليمي أو الدولي رافعة لهذا الطرف الضعيف على المستوى المحلي بشرط استعداده المبكر للاستفادة من هذه المتغيرات وعدم إكتفائه بالتفرج . وبقدر تعلق الأمر بالقضية العراقية وهي تدشن السنة العاشرة فإنه لابد من إعادة قراءة ساحة الصراع على الأقل من وجهة نظر الحركة الوطنية العراقية والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال ، إبتداءا من إعادة توصيف طبيعة الواقع السياسي العراقي في ظل انسحابات " عسكرية " أمريكية واضحة وتأثير ذلك على موازين القوة داخل العراق ، وكذلك تقييم الأصطفافات المحلية والإقليمية والدولية الجديدة على ضوء تشكيل خطوط جديدة لإدارة الصراع في منطقة الشرق الأوسط من المتوقع أن يكون العراق فيها خط الجبهة الاول والضحية الاولى ما بين المعسكرين المتنافسين التركي وبظهره الغرب والايراني وبظهره روسيا والصين ، لاسيما وإن هذه اللعبة يلعبها حاليا الكبار ولاموقع فيها للصغار إلا بحدود ادوارهم كلاعبين ثانويين ( كومبارس ) مع هذا اللاعب الرئيسي أو ذاك . أيضا لابد من إجراء تقييم موضوعي لأداء مفاصل هذه الحركة بعيدا عن المجاملات والمزايدات وتعريف من هم المقصودون بأطراف هذه الحركة وعلى من ينطبق وصفها ، وكذلك تحليل أسباب إشكالية إنجازها النهائي على الرغم من هزيمة المحتل في الشق العسكري ، وكذلك إعادة تعريف أولويات المخاطر والتهديدات على كافة المستويات ، وأخيرا محاولة تلمس الطريق الأمثل للمرحلة القادمة وتقليص عدد النهايات السائبة في مواقف الحركة الوطنية التي يمكن وصف حركتها في المرحلة الحالية على إنها رجراجة وبحالة من السيولة تميل الى التفرج والمراوحة في نفس المكان واقرب الى الخدر والشلل منها الى إستلام وإستعادة زمام المبادأة. كل هذه المفردات التي لاتشكل سوى غيض من فيض لايمكن التعرف عليها إلا من خلال صياغة الأسئلة الكبرى في القضية العراقية والاجتهاد على الأقل في إثارتها ومحاولة الأجابة على بعضها ، ولعل في مقدمتها حل جدلية نتائج الصراع في العراق الذي لايقبل سوى إحتمالين فإما أن يكون الاحتلال الأمريكي قد هزم في العراق ، وهذا يعني إن الحركة الوطنية العراقية قد إنتصرت ، أو إن المشروع الأمريكي مستمر وقد نجح في العراق وإن الحركة الوطنية العراقية قد أخفقت ، فأين موقع الحركة الوطنية العراقية بالضبط في سياق هذه الجدلية ؟ هذا ما ستجيب عليه هذه الدراسة بإختصار.
1 - إصطفافات ما قبل ساعة الصفر
تشهد المنطقة العربية ومنذ سنة تقريبا عمليات تفكيك وإعادة تركيب لتشكيل ساحة عمليات جديدة تنسجم مع نظريات الصراع الدولي ما بعد الحرب الباردة وإعادة رسم خطوط تقسيم جديدة لإدارة هذه الصراعات تقوم على أساس طائفي عرقي بدلا من الصراعات الإيديولوجية التي سادت حقبة الحرب الباردة ، لذلك يجري بقوة تسخين منضدة الرمل ، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن يستلم خلال أشهر معدودة الإسلام السياسي بصيغة " النموذج التركي " لمعظم أنظمة الحكم العربية حيث يجري تهيئتهم كمحور ذات صبغة مذهبية معينة تقوده تركيا التي تحلم باستعادة "الخلافة" في مجالها الحيوي القديم بعد أن أغلق الاتحاد الأوربي - الذي أصبح أكثر مسيحية - الأبواب بوجه انضمامها إليه.
بالمقابل ذلك تطرح إيران نفسها من خلال نموذج (ولاية الفقيه ) كقطب يتم " تضخيمه " في سياق خطوات مدروسة ومعروفة في إستراتيجية ( صناعة العدو ) الأمريكية كركيزة ثابتة في منهج السياسة الخارجية الأمريكية ، لقيادة المحور الثاني الذي يتخذ من البعد الطائفي غطاءا وستارا لتحقيق توسعاتها القومية.
في ظل الصراع الذي سيحتدم بين هذين المحورين والذي تجري الاصطفافات فيه على قدم وساق لإدخال المنطقة بدوامة من نوع جديد من الصراعات بعيدا عن محور الصراع العربي – الاسرائيلي الذي ساد الفترة السابقة ، فإن الخاسر الكبير سيكون ، أولا : وحدة العراق الذي ستتخذه إيران منصة ومنطلقا لها , يساعد على ذلك إن كل الأطراف الرئيسية والثانوية المنخرطة في هذا الصراع والتي اتخذت مواقعها وحسمت توجهاتها سواء كانت هذه الإطراف دولية أو إقليمية أو أحزاب محلية ، ليس لديها أي مانع طبقا لخلفياتها الدينية والعقائدية في أن يتم تقسيم خط الجبهة الأول ( العراق ) طبقا لخطوط تقسيم هذه المحاور.
2 - لماذا سيكون العراق خط الجبهة الاول ؟
في ظل حمى تغيير الأنظمة سواء كان ذلك بناء على استحقاقات داخلية نتيجة فشل كثير من الأنظمة وعجزها لعقود طويلة من الإيفاء بإلتزاماتها ، أو تغيير الأنظمة نتيجة استحقاقات خارجية بناء على أطماع خارجية ، إلا إنه من الواضح في ظل هذه الموجة من التغييرات فإنه كثير من هذه المجتمعات في الوقت الحالي ستحافظ على وحدتها الوطنية ونسيجها رغم تغيير الأنظمة فيها ، وهذا بطبيعة الحال لايعني إنها ليست على قائمة التقطيع والتفتيت ولكنها بشكل أو بآخر تضم أغلبية قومية أو دينية من نسيج واحد من المتوقع أن يصمد تماسك المجتمع فترة أطول على الرغم من إمكانية تغيير الأنظمة السياسية الفوقية فيها . ومن خلال دراسة وتحليل المقدمات فإنه يبدو جليا وواضحا إن العراق سيكون كبش الفداء الاول الذي سيتم من خلال تقسيمه تدشين بداية مرحلة جديدة من إدارة الصراع في المنطقة وفق الأسس المذهبية والطائفية والإثنية ، وهناك عدة أسباب موضوعية تدفعنا إلى هذا الاعتقاد وضرورة الاستشعار المبكر والتنبيه إلى خطورته لكي يتم التعامل معه وإجهاضه كتهديد في وقت مبكر وقبل أن يفوت الأوان :
1 – يمتلك العراق من الناحية (الجيو – سياسية) حدود مع إيران بما يقارب 1350 كم وهو خط جبهة نموذجي يصلح للفصل بين المحور الطائفي الذي تقوده إيران وعقيدته السياسية ( ولاية الفقيه ) ،والمحور المذهبي الثاني الذي تقوده تركيا تحت عقيدة إستعادة مركز ( الخلافة ) بعد إنهيار معظم الأيديولوجيات اليسارية والقومية والليبرالية في المنطقة .
2 – بخلاف بقية دول المنطقة فإن العراق من الناحية (الديموغرافية ) يمكن تقسيم سكانه مناصفة بين محاور الصراع الجديدة القائمة على أساس طائفي ،وينسجم هذا التقسيم مع التقسيم الجغرافي المذكور أعلاه .
3 – يخضع العراق ومنذ تسع سنوات لعمليات تسخين وفرز وإستقطاب طائفي وعنصري مبرمجة ومنهجية وتم ترسيخها وتكريسها في الدستور وفي كافة مفاصل الحكم ومناهج الدراسة وطبيعة تشكيل القوات الحكومية وطبيعة مفردات النزاعات على الحدود الإدارية بين المحافظات العراقية وكذلك ، وهكذا يتم تمهيد العراق كساحة صراع وتهيئته لكي يفي بمتطلبات خط الجبهة الأول .
4 – لا توجد في الأفق ممانعة لدى جميع الأطراف اللاعبة الرئيسية على الساحة العراقية أو الخارجية ( محليا ، إقليميا ، دوليا ) ، فالولايات المتحدة الأمريكية سبق وأن صادقت عبر الكونغرس فيها عام 2007 على مشروع "بايدن " لتقسيم العراق ، وهذا الأمر يسري على الأطراف الإقليمية اللاعبة في الساحة العراقية ، المتمثلة بإيران وتركيا وإسرائيل وبعض الدول العربية ، في نفس الوقت لا توجد ممانعة من قبل الكثير من الأطراف المحلية المهيمنة على المشهد السياسي العراقي حيث إن أحزاب الإسلام السياسي بشقيها الإيراني والتركي لا تجد غضاضة في ظل خلفيات عقيدتها الفكرية أو من خلال ما كرسته في الدستور النافذ بعد الاحتلال القائم على فلسفة المحاصصة من إمكانية تحول العراق إلى ولايات وإمارات هزيلة متناحرة على السلطة والثروة ، كما إن التقسيم مطلب إستراتيجي لدى الاحزاب الانفصالية في شمال العراق وتعمل عليه بالتنسيق مع إسرائيل منذ عقود طويلة ويقف وراء تأخير إعلانها هذا الانفصال الاستفادة القصوى من موارد العراق وإبتزاز الاطراف العربية المنشغلة بخلافاتها الطائفية ، والأهم من ذلك كله ضمان ضم محافظة كركوك لاستكمال قاعدة الانفصال الاقتصادية وضم ما يسمى المناطق المتنازع عليها ، حيث سيحادد الإقليم المنفصل فيها أطراف مدينة العمارة جنوب بغداد والاتصال شمالا من خلال الاستيلاء على أقضية الموصل مع أكراد سوريا لقضم سوريا مستقبلا في سياق إقامة دولة كردستان الكبرى على حساب وأنقاض الدول العربية المقسمة أصلا .
3 - إعادة تعريف وتقييم الحركة الوطنية العراقية
لاشك إن الخوض في هذا الموضوع يثير كثيرا من التساؤلات ، لعل في مقدمتها أعادة تعريف الحركة الوطنية على ضوء حقائق هذه الحركة وعلى ضوء المتغيرات الطارئة وفي مقدمتها الحراك الشعبي وخروج الثقل الأكبر من القوات العسكرية الرئيسية للاحتلال ، وهل هذه الأطراف لازالت موجودة طبقا للتعريف الكامل وبدلالة القدرة على التأثير، أم نحن أمام صورة مفككة من مكونات وفعاليات ذات نشاطات وطنية تفتقر إلى الحد الأدنى من الانتظام أو التنسيق ، إبتداءا ينبغي صياغة تعريف واضح لمعنى وحدود الحركة الوطنية العراقية وأهم المعايير التي على ضوئها يمكن تصنيف هذه القوة أو تلك وهذه الشخصية أو تلك على إنها ضمن حدودها ، فقد ساد طيلة المرحلة السابقة تعريف يحتاج إلى عمليات تحديث لركائز الحركة الوطنية التي كانت تقتصر في المرحلة الأولى على بعض الأحزاب التقليدية التي أصيبت بمرض الشيخوخة ولم تستطيع خلال عقد من الزمان بعد الاحتلال من تحديث عقليتها وخطابها وعبور مأزقها التاريخي وخوانقها الأستراتيجية المتمثلة بقدرتها على تحديث منظومة القيادة التي كانت جزء من انهيار العراق ، وإنتاج منظومة جديدة من القيادات الشابة التي لا توجد حساسية تجاهها، ثم تغيير خطابها السياسي الذي يتسم بالخشبية والتكرار، وكذلك تشبثها للعودة الى السلطة بأي ثمن وليس إستعادة إستقلال العراق الذي كان أمانة في أعناقها ، وأخيرا عدم مراجعتها لأخطائها الكبرى التي أودت بالعراق إلى هذه الهاوية .
من جهة أخرى فقدت الفصائل العسكرية العاملة سابقا صدارتها في الحركة الوطنية لأنها لم تستطيع تطوير أجنحتها السياسية بحيث تستوعب بقية عناصر الحركة الوطنية السياسية والإعلامية والاجتماعية بغض النظر عن خلفيتها العقائدية وأكتفت بالجانب العسكري من مفهوم الصراع مما جعل تأثيرها يتلاشى تدريجيا إلى حد الاندثار على ضوء إنخفاض عملياتها العسكرية أو انسحاب الثقل العسكري الأكبر القوات الاحتلال الأمريكي .
يمكن تعريف الحركة الوطنية العراقي في المرحلة الانتقالية الحالية على إنها حاصل جمع الفعاليات والنشاطات التي قامت بها أطراف عراقية سواء كانت هذه الأطراف أشخاص أو مجموعات منتظمة في إطار عمل سياسي أو عسكري أو اجتماعي أو إعلامي اتخذت موقفا واضحا وثابتا في مقاومة ومناهضة الاحتلال الأمريكي ومشروعه العسكري والسياسي في العراق ، وتتمثل أهداف هذه الحركة بانتزاع استقلال العراق الناجز وسيادته الكاملة من براثن الاحتلال الأجنبي والنضال من اجل تصفية آثاره السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا ورفض كافة أشكال تقسيمه على أسس طائفية وعنصرية تحت أية مسميات .
وفي ضوء دراسة تطور عمل القوى المناهضة للاحتلال ، فإنه يمكن تصنيفها إلى عدة مراحل هي في الحقيقة متداخلة ولا يمكن فصلها عن بعضها ولكن تم تقسيمها لأغراض التوضيح والضرورات العلمية :
أولا – مرحلة الإنجازات العسكرية الكبرى ( 2003 – 2008)
ثانيا – مرحلة الإخفاقات السياسية المرة ( 2008 –2010 )
ثالثا – مرحلة التفاؤل وحراك الشباب الوطني (2010– 2012 )
المرحلة الاولى : تماهت الحركة الوطنية العراقية في أول الأمر وتوارت خلف العمل المسلح الذي كان يمثل اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال ويتأثر مباشرة بنتائجها ، ثم ما لبث إنتصارات المقاومة على الأرض أن شكلت تدريجيا الرافعة للحركة الوطنية العراقية ومهدت لظهور مساراتها السياسية والإعلامية ، وقد هيأت بذلك في حينها فرصة تاريخية للقوى والأحزاب والهيئات والشخصيات السياسية الوطنية لم يجري إستثمارها لتحقيق نصر تاريخي . وظلت المقاومة المسلحة متمثلة بالفصائل الإسلامية التي كان لها الفضل الأساسي في قدح زناد المقاومة في العراق ، تتحمل وزر المواجهة مع أعتى قوة عسكرية وتكنولوجية عرفها التاريخ ولكنها كانت تطير بجناح واحد وسط تلكا وتأخر العمل السياسي على اللحاق بها وعدم إرتقائه لمستوى الانجاز العسكري ، سواء من خلال تحقيق وحدة القرار أو وحدة القيادة وتوفر الحد الأدنى من التفكير الاستراتيجي على مستوى التخطيط أو القيادة ، ومع ذلك تمكنت هذه الفصائل من إنزال هزيمة عسكرية قاسية بجيش الاحتلال الأمريكي ، ولمدة ما يقارب ست سنوات متواصلة ( 2003 – 2008 ) كانت فيها هذه المقاومة تنفذ أربعة عمليات عسكرية في الساعة الواحدة ضد قوات الاحتلال مصنفة أمريكيا على إنها ( عنيفة ومهمة ) بلغ عددها الإجمالي 164 ألف عملية لغاية تموز 2008، وهذا معدل لم يتحقق في أي تجربة مقاومة سابقة .
المرحلة الثانية : شهدت ساحة العمل السياسي المقاوم أربعة محاولات جادة لتشكيل إطار سياسي يستكمل العمل العسكري ، كان أولها في عام 2004 عندما أعلن عن تشكيل المؤتمر التأسيسي الذي لم يكتب له النجاح بسبب عدم تمكنه من التحول إلى مؤسسات عمل واضحة الحدود تضمن إستمراريته وكذلك لكثرة النهايات السائبة فيه الامر الذي أدى الى اضمحلال دوره وتضاءل تأثيره تدريجيا ، جرت أيضا محاولات أكثر جدية خارج العراق وتحديدا في العام 2007 حيث شهد هذا العام محاولتين لتشكيل جبهة عريضة من القوى الحقيقية المناهضة للاحتلال ، الأولى كانت في نيسان 2007 وانتهت إلى الفشل بسبب تصرف الجهة التي رعتها وأصرت على التصرف وفق عقلية السلطة وهكذا أفرغتها من محتواها مبكرا ، والمحاولة الجدية الثانية في تموز من نفس العام وقد ولدت ميتة رغم أهميتها الفائقة كونها كانت أول وآخر محاولة كان يمكن أن تحضى فيها المقاومة العراقية على حاضنة عربية خارجية وقد فشلت هي الاخرى بسبب العقلية المحدودة والضيقة والمناطقية التي رعتها والرغبة الجامحة لديها لتحقيق " إنجاز شخصي "، (( جميع هذه التجارب لامجال لذكر الاسماء التي تتحمل فشلها أو تفاصيلها ومحاضر إجتماعاتها والاسباب الحقيقية لفشلها بهذه الدراسة ))
شهد عام 2009 آخر محاولة سياسية جدية للاستفادة من تجارب العمل الجبهوي الفاشلة التي جرت في المرحلة السابقة ولكن هذه المرة بصورة (غير مباشرة ) والبدء بالمحاولة من القاعدة إلى القمة وليس العكس وذلك من خلال التعمق بدراسة الأسباب ووضع العلاجات عن طريق حوارات علمية ومنهجية وذلك لغرض تلمس طريقا مشتركا كمرحلة أولى خاصة وإن هذه السنة – 2009 – كانت مفصلية في منحى الصراع حيث شهدت توقيع اتفاقية الانسحاب الأمريكي وبدأ الاحتلال من خلال اتصالاته يفتش عن الأطراف التي تمسك الأرض لغرض التفاوض معها حول كيفية وضع ترتيبات انسحابه ومن يضمن ظهره عند الانسحاب ، كذلك شهد هذا العام انحسار تدريجي لعمليات المقاومة بسبب نجاح الاحتلال في الالتفاف على انتصارات المقاومة من خلال إنتاج ظاهرة "الصحوات" ، ووسط تخلي وعدم مبالاة وتفرج عربي يثير أكثر من تساؤل ، كما شرعت دول الجوار على لسان أعلى مستويات لديها في ظل عجز القوى المناهضة للاحتلال من إنتاج نفسها كبديل سياسي متكامل عسكريا وسياسيا واكتفت بالتفرج على هذه الدول الإقليمية وهي تعرض خدماتها وتطرح نفسها بديلا لملء الفراغ في العراق بل إن بعض الفصائل قد انخرطت في مشاريع هذه القوى الإقليمية وانضوت تحت لوائها ومحاولة التفاوض منفردة مع القوات الأمريكية ، من جهة راجت وتفشت في هذه المرحلة ظاهرة المتاجرة بدماء المقاومة ومحاولة الكثير من السماسرة فرادى وجماعات طرح مشاريع الحمل الكاذب ، هذه المستجدات والظواهر ومن مبدأ الاستشعار المبكر جعلت من شرط تجميع الجهود وتحشيدها أمرا ضروريا ويمثل أولوية أسترتيجية ومصلحة لجميع الأطراف وفرصة لتشكيل مرجعية سياسية وطنية قائمة على أسس علمية ورصينة يساهم في وضع أسسها جميع الاطراف المتحاورة ، ولكن في حينها ورغم إشتراك ممثلي أكثر من 14 حزب وفصيل وتيار وهيئة وشخصيات من الكفاءات المستقلة ، مثل كل هذه القوى والاطراف في هذه الحوارات أكثر من خمسين شخصية وأشرف عليها مركز دراسات الاستقلال وإستغرقت سنة كاملة ( جلسة آذار ، جلسة آب ، جلسة تشرين الاول ) ، لتأسيس قاعدة فكرية كمرحلة أولى حيث وضعت ثلاث ركائز مهمة ، الاولى دراسة ( المحددات والعوائق ) التي تحول دون تقارب القوى الوطنية ، ثانيا ( تحديد المشتركات ) ما بين هذه القوى ، وأخيرا ( وضع أفضل المسارات والأطر لعمل وتوحيد جهود القوى الوطنية ) ، إلا إن نتائج هذا الجلسات لم تتجاوز جدران القاعة التي ضمتها ، ربما فقط الكتاب اليتيم الذي صدر عن المركز تحت عنوان ( خيارات الحركة الوطنية العراقية – وقائع الجلسات التشاورية للقوى المناهضة للاحتلال ) ويوثق أوراق العمل والدراسات والبحوث التي قدمها ممثلي هذه القوى والتي بلغ عددها ( 21 ) بحث ودراسة علمية ورصينة . لقد ضيع النقص الكارثي لأطار العمل الوطني المشترك وتشكيل جبهة فرصة تاريخية لاستكمال النصر العسكري الذي أنجزه المقاتلون على الارض وغاب عن تقدير قيادات المقاومة العسكرية في حينها والتي كانت مزهوة بإنتصاراتها على الارض الى حد الغرور ، بأنه لاقيمة لاي فعل عسكري مهما كان حجمه إلا بحدود نتائجه وتأثيره السياسي فالعمل العسكري في كل الاحوال يبقى وسيلة لانجاز الهدف السياسي . تبقى المرحلة الثالثة نعتقد إنها قيد التبلور وستفصح عن نفسها قريبا .
4 - الامراض المزمنة في أوساط الحركة الوطنية العراقية
عانت الحركة الوطنية العراقية من عدة أمراض عوقتها وشوهت ملامحها وحالت ولا تزال دون تبلورها وتقدمها إلى الأمام ، ولا تزال تؤخر من تفاعلها لإنتاج الصيغة المنشودة للعمل المؤسساتي الوطني المشترك الذي يعمل في ظل إستراتيجية شاملة واضحة الملامح والرؤى والأبعاد لتحقيق الاستقلال والحفاظ على وحدة العراق وهويته وقيادة شعبه وسط فوضى الصراعات المحلية والإقليمية والدولية ومغادرة أسلوب العزف المنفرد وصيغ الدكاكين والخنادق والجزر المعزولة التي لا تعرف بالضبط ماذا تريد وإذا عرفت لا تدري كيف تعمل لتحقيق ماذا تريد .
تتراوح أعراض هذه الأمراض والعقد بنسب متفاوتة وعلى نحو جماعي أو فردي في أوساط الحركة الوطنية على النحو الآتي :
1 – موجة التآكل والتساقط في براثن و أفخاخ السلطة والاحتلال مقابل أثمان بخسة ودون سابق إنذار مما يعني عدم وجود قضية أصلا لدى هذه الشخصيات أو المجموعات حيث تم شراء البعض منهم بمبالغ والبعض الآخر بمناصب وكثيرا منهم ينتظرون ، الأمر الذي يؤشر حالة مرضية متقدمة من الأنانية والفردية والبراغماتية وتغليب المصالح والطلبات الشخصية على القضايا الكبرى لدى الكثير .
2 – الهروب والتعفن في المنافي ، وتفشي حالة من اليأس والقنوط وخيبة الأمل نتيجة تكرار الفشل فإذا كان البعض قد أجبر على النفي خارج وطنه نتيجة عمله الدؤوب ضد الاحتلال وكونه مطلوب قضائيا ، فإن الكثير قد هربوا منذ البداية ، لا لشيء سوى لطلب السلامة رغم المسؤولية القانونية والأخلاقية الكثير منهم كعسكريين أو مسؤولين ، حيث تؤشر هذه الحالة انعدام أية نسبة للتضحية لديهم .
3 – أزمة القيادة والسيطرة وفقدان الساحة لقادة إستراتيجيين ورموز جامعة تقبل القسمة على جميع الأطراف وقادرة على لملمة أطراف هذه الحركة لتكون رقما صعبا في المعادلة السياسية العراقية .
4 – التقوقع والعزف المنفرد وتخشب وجمود الخطاب السياسي واستبعاد وتفادي العمل الجماعي والمؤسساتي حيث يعمل الجميع على أساس ( كل حزب بما لديهم فرحون ) .
5 – المراهقة السياسية وتغليب التناقضات الثانوية والشخصية على التناقضات الرئيسية ، فالمواقف السياسية تتخذ ضد هذا الطرف أو ذاك على خلفية المواقف الشخصية والمسبقة ومشحونة بالعامل العاطفي قبل العامل الموضوعي الذي يغلب مصلحة القضية على المصلحة الفئوية والحزبية أو الشخصية الضيقة .
6 - التوهيم والتضخيم وإدعاء بعض الجهات بأنها تمثل 80 % من العمل المقاوم ووضع أسماء العشرات من الفصائل الوهمية وصل عدد بعضها لأكثر من جهة ( 60 – 70 ) فصيل مقاوم مما أعطى نتائج وإشارات سلبية فالزيادة كالنقصان الأمر الذي يثير تساؤلات كبيرة حول نسبة المصداقية التي تنسحب على كافة طروحات هذه الجهات التي تتبنى التوهيم والتضخيم أساسا لعملها الذي أصبح ليس أكثر من ظاهرة صوتية .
7 – انعدام البوصلة السياسية ، وعدم وجود رؤية واضحة لتدرج مراحل الصراع أو الإجابة على التناقضات وأسئلة الشارع والافتقار إلى خط واضح واختلاط الثابت والمتحرك في البرامج السياسية
8 - العفوية والعمل بطريقة رد الفعل وعدم وجود منهجية تحكم تصرفات الكثير من الأطراف أو توقع ردود أفعالها .
9 – النفاق السياسي والتناقض بين الخطاب والسلوك الفعلي ، الذي وصل ذروته في الانتخابات الأخيرة حيث عقدت صفقات مالية رخيصة مع شخصيات وجهات حكومية مرشحة قسم منها من المتعاونين مع الاحتلال ، لتحقيق منافع شخصية أو حزبية ضيقة تحت ذريعة التكتيك .
10 - عدم مغادرة بعض الأحزاب عقلية السلطة في التصرف وفي النظر إلى الآخرين والاستخفاف بهم ، متناسية إنها خارج السلطة وفي ضفة المعارضة وإن العراق كان أمانة في عنقها ، مما يعني عدم استيعاب الدروس أو الاستفادة من أخطاء الماضي وأهمها عدم إنفراد طرف بالسلطة وعدم الاستخفاف بالآخرين مهما بلغ حجمهم في الفعل الوطني .
11 - انتقال بعض أمراض العملية السياسية إلى أوساط الحركة الوطنية والقوى المناهضة للاحتلال من خلال تنامي الحس والفرز الطائفي في الإصطفافات والمواقف داخل تنظيمات هذه الأحزاب .
12 - انعدام الروح الديمقراطية وروح المراجعة والنقد لدى الكثير من مفاصل الحركة الوطنية وشيوع حالة "القائد الضرورة" في معظم التنظيمات والتشكيلات والتي لا تسمح أو تتحمل بروز قادة جدد ، ويمكن الاستنتاج من ذلك بأن هذه الجهات إذا كانت غير قادرة على استبدال قادتها وتداول المسؤولية فيها رغم مرور عشرة سنوات على الاحتلال وهي في ضفة المعارضة وخارج السلطة فهل سيكون لديها الاستعداد لذلك عندما تمسك السلطة .
13 - شيوع حالة السماسرة والمتاجرين بدماء المقاومة الذين يتجولون سواء في دول الجوار أو داخل أروقة الحكومة العراقية باسم الفصائل الحقيقية للمقاومة وباسم عشرات الآلاف من شهداء المقاومة ،وأضعافهم ممن يقبع في السجون ، لغرض الاسترزاق وتحقيق المكاسب الشخصية الدنيئة .
14 - ولاء بعض الفصائل وخاصة العسكرية منها لمراجع من خارج العراق لاعتبارات إما طائفية أو مذهبية أو بسبب عامل التمويل المالي .
15 - انعدام حالة التكاتف والتكافل الاجتماعي ، ورعاية الجرحى ، وعوائل الشهداء وتجاهل ملف الأسرى والمعتقلين ، مما أثر كثيرا على مصداقية قيادات الحركة الوطنية ، وعزوف الكثير من العمل معها أو الثقة بها في القضايا الكبرى ، فمن لا يمتلك منظومة قيم على المستويات الشخصية فلن يمتلكها بالتأكيد على مستوى الشعارات الوطنية .
16 - تحول بعض القوى الحزبية والسياسية تدريجيا إلى مؤسسات شبه عائلية والعمل فيها كموظفين أكثر منهم ثوار وأصحاب قضية أو مناضلين ، وذلك من خلال احتكار القرار ومصدر المال .
17 - وجود نسبة كبيرة من الانتهازيين والطفيليين الذين يحاولون التذاكي على الآخرين من خلال مسك العصى من الوسط ، ووضع بيضهم في أكثر من سلة ، والانتظار لحين ورود فرصة مناسبة لتحقيق اكبر قدر من الفائدة الشخصية .
18 - افتقار معظم القوى السياسية الرئيسية التي كانت تشكل ركيزة الحركة الوطنية لأية قاعدة شعبية أو تأثير سياسي على الأرض في داخل العراق ، واضمحلال دورها على مستوى الحراك السياسي بما في ذلك داخل ضفة الحركة الوطنية والاكتفاء بالعمل والتقوقع داخل مؤسساتها .
19 - عدم وجود مؤشر أو بصيص أمل على وجود نوايا لدى أطراف الحركة الوطنية أو رموزها أو قياداتها لاستغلال مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي وفراغ الساحة السياسية وخطورة وحراجة مستقبل ووحدة العراق وتحقيق الحد الأدنى من وحدة الصف أو العمل الجبهوي .
20 - التذبذب في المواقف والذي يعبر عن عدم استقرار سياسي وتطلعات قلقة تتراوح بين الانتهازية والوصولية والنفعية قائمة على ضحالة الثقافة وسطحية الوعي السياسي وضعف منظومة القيم تصل حد النفاق السياسي بحيث تحولت السياسة لدى البعض ، من علم قائم بذاته وطهر ونقاء ثوري إلى عهر سياسي وسوق للنخاسة كل شيء فيه معروض للبيع والشراء .
21- الإخفاق في فتح ثغرات في جدار الحصار العربي والإقليمي والدولي رغم وجود أطراف في هذا الجدار متعاطفة مع القضية العراقية ووجود جالية وكفاءات عراقية وطنية كبيرة في المنافي وذلك بسبب تشرذم القوى الوطنية وعدم وجود مرجعية موحدة وإصرار كل منها على إنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي .
22 – ضعف التمويل وخاصة للفعاليات والنشاطات الوطنية داخل العراق وتنصل معظم ركائز الحركة الوطنية والقوى المناهضة للاحتلال عن دعم الحراك الشعبي من إعتصامات أو تظاهرات مما قلص من فعاليتها وحال دون توسعها ، وذلك نتيجة احتكار المال السياسي من قبل بعض هذه الجهات التي لا ترغب بأي نشاط مستقل لا يخرج من معطفها وباسمها . حيث تعرضت الحركات الشبابية المستقلة والمناهضة لمشروع الاحتلال إلى عملية حصار وخنق ليس فقط من قبل السلطة من خلال الترهيب والملاحقة والاعتقال وإنما أيضا من قبل بعض أطراف الحركة الوطنية العراقية عن طريق التجاهل والتهميش وعد الدعم بل وصل الأمر إلى حد حصار نشاطات هؤلاء الشباب إعلاميا وبصورة متعمدة ومدروسة للضغط عيهم .
23 – شيوع ظاهرة المشاريع الوهمية و مشاريع الحمل الكاذب لغرض المتاجرة والاسترزاق ، وكذلك تفشي ظاهرة الدكاكين والأكشاك و"البسطيات" السياسية ، حيث بلغ عدد هذه الدكاكين الفارغة في أحد الدول العربية لوحدها في إحصائية موثقة بالأسماء أكثر من 92 دكان .
5 - صياغة الأسئلة الكبرى والشائكة
في ظل اختلاط الأوراق والشعارات والخطابات لابد لكل من يتصدى للعمل الوطني في هذه المرحلة من استطلاع علامات الاستفهام والتناقضات التي تؤرق العراقيين ولايمكن إيجاد إجابات صحيحة ومقنعة ما لم يتم إبتداءا صياغة الأسئلة بصورة صحيحة وشفافة وعدم الهروب إلى الأمام فتوحيد هذه الأسئلة والإجابة عليها تشكل نقطة البداية والمقدمة الصحيحة لانطلاق أي مشروع سياسي إلى الأمام بثقة ، ومن شان الإجابة على هذه الأسئلة أن يعزز من الثقة بالنفس وتبعث الطمأنينة والوضوح وسلامة الطريق ، سنجتهد في وضع لائحة أولية وليست نهائية لبعض هذه الأسئلة والتي لا تشكل سوى غيض من فيض ، كما نعتقد إن ترتيب الأسئلة وصياغتها في ضوء المتغيرات الحالية مهمة ومسؤولية لايمكن أن تقتصر على فرد أو جهة وإنما هي مهمة خلية متخصصة ، كذلك من المهم الإشارة هنا إلى إن إثارة هذه الأسئلة لايعني في أي حال من الأحوال إنها تمثل وجهة نظر الكاتب وإنما تطرح على إنها أسئلة مستقلة ومستقرة في العقل الباطن للعقل العراقي الوطني دون تحيز أو أحكام مسبقة ونعتقد إنها تحتاج إلى إضافة عشرات الأسئلة التي يجب أن يتعاون جميع المفكرين والمثقفين الوطنيين على إثارتها أولا ثم تصنيفها وفرزها بغية الإجابة عليها بصورة علمية ومنهجية بعيدة عن العواطف والأهواء والأحكام المسبقة :
1 - هل لدى الحركة الوطنية قضية ، ما هي ملامحها وحدودها بدقة ، كيف تنظر هذه الحركة لمرحلة ما بعد خروج قوات الاحتلال العسكرية ، وما هو مشروعها لتصفية آثاره ، وما هي مفردات خطابها وبرنامجها السياسي لمعالجة متغيرات هذه المرحلة ؟
2 - ما هي حدود وأشكال النفوذ الإقليمي في العراق وما هي خطط مواجهته ، وإذا كان جنوب العراق هو خزان الثورة والخط الأول لمواجهة النفوذ الإيراني فما هو برنامج الحركة في هذا الشأن وما هي خططها العملية وماذا تنتظر ؟
3 - ما هي الصفحات المتبقية للاحتلال الأمريكي بعد هزيمته عسكريا في العراق بصورها السياسية والاقتصادية والأمنية وما هي الوسائل العملية لتصفية هذه الآثار .
4 - ما هي النظرة الجديدة للعملية السياسية الجارية بعد خروج قوات الاحتلال العسكرية ، هل يتم قلعها من الأساس وكيف ، وهل بالإمكان ترقيعها وكيف ؟
5 - كيف ننظر إلى القوات الحكومية الحالية ، وما هي آليات التعامل معها في ظل الغياب الأمريكي هل يتم إلغائها كما جرى مع الجيش العراقي السابق ، أم يتم إعادة بناءها وتنظيمها على أسس وطنية ؟
6 - كيف تنظر الحركة الوطنية للحقوق المشروعة للشعب الكردي وكيف يمكن إدامة الصلة معها وتفهمها ، وما هي الخطوط الفاصلة ما بين هذه الحقوق المشروعة وما بين تمادي الأحزاب والميليشيات العنصرية ذات النزعة الانفصالية الحاكمة والمهيمنة في شمال العراق ؟
7 - مع تدشين قضية العراق للسنة العاشرة ، ما هي أسباب تأخر إعلان جبهة تضم جميع القوى والشخصيات الوطنية المناهضة للاحتلال وهل هناك مؤشرات جدية أو حتى نية لقيام هذه الجبهة ولو بحدودها الدنيا ؟
8 - هل ستكون قواعد إدارة الصراع في المرحلة الحالية والمقبلة وفق قواعد (اللعبة الصفرية) ويرفع شعار " التحرير " وما مدى واقعيته في المرحلة الحالية، أم سيجري الصراع وفق قواعد (اللعبة غير الصفرية) ويرفع شعار "استكمال استقلال" العراق بعد أن هزمت المقاومة العراقية المسلحة الجيش الأمريكي وأجبرته على الانسحاب .
9 - هل ستنحصر أهداف المقاومة الوطنية في المرحلة القادمة كمرحلة انتقالية بتغيير الدستور وإنهاء النظام السياسي القائم على مبدأ المحاصصة الطائفية والعنصرية أم ستتعداها إلى أهداف أخرى .
10 - ما هي الخطة (ب ) التي تمثل خارطة طريق لانجاز التعشيق وتوحيد المقتربات بما يؤمن عبور سلس لمرحلة انتقالية تجنب البلاد الحرب الأهلية ومخاطر التقسيم .
11 - ما هي خطوط العراق الحمراء ، وهل سيكون من ضمنها في المرحلة الانتقالية الحالية " عروبة العراق " باعتبار إن أكثرية الشعب العراقي هم من العرب ،أم سيتم اعتماد خطاب وطني يعتمد مبدأ المواطنة والكفاءة لمراعاة مشاعر الأكراد وعدم إعطاء فرصة لاستثمار هذا الشعور من قبل الأحزاب الانفصالية لتعميق روح وحافز الانفصال .
12 - ما هو الموقف بدقة ووضوح من إراقة الدم العراقي واستهداف القوات الحكومية والشرطة ودوائر الدولة ومنشآتها ؟
13 - ما هو ترتيب سلم أولويات المخاطر التي تهدد العراق في المرحلة الحالية محليا ، إقليميا ودوليا .
14 - ما هي بنود العقد السياسي الوطني الذي يصلح كبديل للدستور النافذ بعد الاحتلال ويحضى بقبول أغلبية الشعب العراقي أو على الأقل يحضى باتفاق أطراف الحركة الوطنية مجتمعة .
15 - هل إن فصائل المقاومة الإسلامية المسلحة مؤهلة بمفردها أو مجتمعة قادرة لوحدها من صياغة مشروع سياسي يؤسس لمستقبل العراق ؟؟
16 - هل إن مفردات وعناصر الخطاب السياسي الذي ساد طيلة المرحلة الأولى من الصراع صالحا للمرحلة الحالية والقادمة دون أخذ المتغيرات ومزاج الشعب العراقي بنظر الاعتبار ؟
17 - إذا كانت معادلة السياسة في خدمة السلاح هي قانون المرحلة الأولى من الصراع حيث اعتمدت الإستراتيجية المباشرة ، وبعد هزيمة الولايات المتحدة " عسكريا " وتبدل طبيعة الصراع من عسكرية إلى سياسية – إعلامية – نفسية – اجتماعية إلا يبدل ذلك من المعادلة ليجعل في هذه المرحلة السلاح في خدمة وتحت نظر السياسة وليس العكس.
18 - بالنظر لتركيبة العراق الدينية المعقدة وعلى ضوء التجربة القاسية التي مر بها الحكم منذ عشرة سنوات ، ألم يعد شبه قاعدة مسلم بها ، إن قوى الإسلام السياسي وخاصة ذات الصبغة الطائفية والمذهبية منه وليست قوى الاسلام الوطني على ندرتها في المشهد العراقيا ، قد أصبحت جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل كونها وعاءا جاهزا للمحاصصة الطائفية وحصان " طروادة " لاستدعاء التدخل ألإقليمي ، وإن قضية العراق تتطلب شق طريق وطني يسمو فوق مستوى الثقافات الفرعية التي تتكأ عليها طروحات الإسلام السياسي في العراق .
19 – ما هو موقف القوى المناهضة للاحتلال من تسارع عملية الأستقطاب الإقليمي الشديدة والاصطفافات التي تجري على قدم وساق في ظل سياسة المحاور التي تشهدها المنطقة ، وتدفع إليها جميع الأطراف دفعا حيث لا مجال فيها لمتفرج ، وأين سيكون موقع وهوية العراق في ظل هذه الخارطة الجديدة .
19 - هل لدى بعض أطراف الحركة الوطنية النية في جعل شباب العراق مرة أخرى وقودا للاستقطابات الإقليمية على أسس طائفية ومذهبية وبدوافع انتقامية وثأرية ،ويكونوا مرة أخرى بيادق في رقعة الشطرنج الأمريكية ،ويقاتل العراقيين مرة أخرى نيابة عمن طعن العراق بظهره ؟
20 - لقد هزمت المقاومة قوات أعتى قوة عسكرية في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية فما هي الخطة التالية لاستكمال استقلال العراق ، هل سيتم قتال أبناء جلدتنا من العراقيين على أساس طائفي ومن سيخرج رابحا من هذه الحرب وأين ستصب نتائجها في نهاية المطاف ؟
21 - في ظل الانقسام المجتمعي الحاد الذي يمر به العراق وتصاعد حدة الاحتقانات ودعوات الانفصال والتقسيم وتشجيع القوى الإقليمية على ذلك ، ما هي رؤية ومشروع القوى الوطنية المناهضة للاحتلال لموضوع الحوار الوطني الشامل والمصالحة الوطنية
22 - بعد عشر سنوات من عمر الاحتلال وفي ظل تراجع أداء كثير من النشاطات الوطنية السياسية والعملياتية ،بسبب افتقارها إلى الحد الأدنى من المقومات المالية التي تضمن ديمومتها ، ألم يحن الوقت لفتح ملفات الفساد المالي في ضفة الحركة الوطنية والقوى المناهضة للاحتلال من قبل لجنة مختصين مستقلة لتدقيق مصير : مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي التي استقرت في جيوب مسؤولي الحكم السابق ، أو ملايين الدولارات التي دعمت بها المقاومة العراقية وتحولت إلى إستثمارات شخصية ، أو تلك الثروات التي جناها رجال المال والاعمال العراقيين الذين أداروا ظهورهم لمأساة ومعاناة الشعب العراقي في محنته دون ان يمدوا له يد العون .
إن الإجابة على هذه الأسئلة بصورة مجتزأة أو من قبل هذا الطرف أو ذاك لن يخدم قضية العراق والمطلوب الإجابة عليها مجتمعة لأن من شأن الإجابة عليها مجتمعة تشكل أساس البرنامج السياسي وخاصة في الشق المتحرك من بناء هذا الخطاب والبرنامج السياسي لان الجميع متفق على الثوابت .
6 - هل لدينا قضية عادلة ! ما هي ، ماذا نريد
على الرغم من إن انتصار الشعب العراقي في نهاية المطاف أمر حتمي ، لكن في الحقيقة لا يمكن تحقيق أي نصر أو فوز ما لم تتوفر قضية عادلة يؤمن بها هذا الشعب ، فهي الأساس في انطلاق الفعاليات وقدح الأفكار، والأهم من ذلك لا يمكن ضمان المطاولة والنفس الطويل في الصراع بغياب القضية العادلة فهي بمثابة المولد لديمومة النضال والمحرك وخزان الثورة ومنبع التضحيات وهي في ذات الوقت محك المنافقين الذين لا يستطيعون المطاولة بسبب عدم إيمانهم بالقضية العادلة وينكشفون مهما طال زيفهم وتمثيلهم ومزايدتهم ، وفي اعتقادنا إن المطاولة تأتي من شدة الإيمان الحقيقي بوجود قضية عادلة ، وإن الإيمان بالقضية العادلة لا يأتي إلا من خلال الوعي التام بهذه القضية وإدراك جوهرها وأبعادها بوضوح ويقين ، علينا إذن أن نسأل أنفسنا أولا : هل لدينا قضية عادلة نؤمن بها ، نقاتل ونناضل ونضحي من اجلها ، ما هي ، وهل تستحق ؟
بإختصار شديد لدينا قضيتين في العراق الأولى تحتاج إلى عقود من الزمن ونضال طويل ومرير وهي قضية معقدة ومركبة تتعلق بطبيعة المجتمع العراقي وتراكماته وكيفية انتشاله من واقعه الفاسد والمريض وعلى كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، أما القضية الأهم والملحة موضوع هذه الدراسة فهي بكل تبسيط إن العراق تعرض لاحتلال غاشم وأنتفض أحرار العراق لمواجهة هذا الاحتلال رغم تفاوت القدرات وتمكنوا من هزيمته هزيمة سيذكرها التاريخ لان حدود وحجم هذه الكارثة التي انزلها العراقيون بالاحتلال الأمريكي لن تظهر حقائقها إلا بعد سنين طويلة ، هذه الهزيمة أجبرت قوات الاحتلال ( عسكريا ) على الانسحاب مما يضع الآن نتيجة تغير طبيعة الصراع مسؤوليات من نوع جديد على عاتق الوطنيين العراقيين لتصفية آثار الاحتلال وخاصة السياسية التي تمثل الصفحة الأخطر من مشروع الاحتلال ، وكذلك التعامل مع احتلال من نوع ثاني هو النفوذ والهيمنة الإقليمية وفي مقدمتها الهيمنة والنفوذ الإيراني الذي يتطلب شكلا جديدا ومركبا من المواجهة ، هذه بإختصار قضيتنا الوطنية الملحة .
أن قضيتنا في العراق ومصيبتنا أكبر من واقعة الاحتلال فهو ظاهرة طارئة طالما تعرضت لها الشعوب في تاريخها وهي ليست الواقعة الأولى ولن تكون الأخيرة سواء في تاريخ العراق أو تاريخ العلاقات الدولية ، المعضلة في العراق سابقة للاحتلال ولاحقة عليه ، ما لم تتظافر الجهود لوضع حد لحالة اللا استقرار التي عاشها ويعيشها العراقي طيلة تاريخه الحديث والتي جعلت من دماء شبابه ومن ثرواته حقلا للتجارب من الشرق والغرب دون أن تتاح له فرصة اكتشاف ذاته ومكنونات خصوصيته ولم يعطى مثقفيه فسحة لالتقاط الأنفاس ، معضلتنا في شعب لم يعرف الراحة والنعيم رغم ثرواته التي تعتاش منها دول بكاملها وهو يعيش في المزابل والمقابر تنهشه الأمية والفقر والبطالة وتفتك به الخرافات على حد سواء مع الأمراض ، ويهيمن عليه الجهل
شعب تمزق نسيجه وهويته ووحدته الأطماع الخارجية و النزاعات الداخلية التي تتناوب عليه تارة بملابس الديكتاتورية وأخرى بعباءة الطائفية أو دعاة العنصرية من شوفينيي القرن الحادي والعشرين .
إن قضيتنا الكبرى تبدأ من تلمس المفاتيح الحقيقية الكفيلة باستقرار هذا البلد والانتقال بأفراده التائهين وتحويلهم إلى مواطنين يعتزون بوطنهم الانتقال بالعراق من ضفة الزلازل والبراكين والدوامات إلى شاطيء الاستقرار والازدهار والقوانين والقواعد الثابتة التي لا تسمح للمغامرين والفاسدين والطائفيين من عبور هذه الحدود ، لابد من إعادة تفكيك قرون من التخلف وسيطرة الأساطير والخرافات المعششة في العقل الباطن العراقي وتشده بأثقال من ملايين الأطنان من سموم التخلف لتضعه في قعر سلم المجتمعات الحديثة وإحداث ثورة فكرية وثقافية لتحرير هذا العقل لكي ينطلق إلى الأمام ويتنفس هواء الحرية والانعتاق وإعادة بناء هذا الوطن على أسس جديدة ، من خلال بناء دولة قوية وعادلة معيارها الأساسي المواطنة ووحدتها المقدسة هي الأسرة العراقية وكيفية ضمان أن تكون حياة أفرادها حرة كريمة كرامتها مصانة والجميع في خدمتها . دولة يسود فيها القانون والقضاء .
أما قضيتنا الملحة في هذه المرحلة فهي وقف الانهيار والتدهور السريع والكارثي نحو الهاوية الذي يشهده العراق على كافة الصعد بسبب تداعيات ونتائج الاحتلال المباشرة :
إن واجب الحركة الوطنية العراقية في هذه المرحلة الدقيقة والانتقالية هو تصفية آثار الاحتلال السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإعتبارها أهدافا لاتقل خطورة عن ما أنجزته من فعل عسكري ومسلح ضد الاحتلال العسكري الذي مني بهزيمة قاسية على يد فصائل المقاومة المسلحة العراقية ، ومثل هذه المعركة المعقدة من الخطورة بحيث لايجب أن تترك بيد رجال الدين أو العسكريين لوحدهم فإذا كان على العسكر العودة الى ثكناتهم فقد آن الأوان لرجال الدين العودة الى مساجدهم وتادية مهامهم الروحية. لقد قاتل الشعب العراقي بجسارة المد الإيراني وانتصر بعد ثمان سنين طاحنة وأثبت إنه شعب موحد رغم عبثية تلك الحرب التي أستنفذت وأستنزفت قوة الطرفين لصالح إسرائيل وأميركا التي ضربت عصفورين بحجر واحد ، ثم قاتل بعد ذلك ولأكثر من ثمانية سنين أعتى قوة عسكرية وجدت على الأرض وهي الاحتلال الأمريكي حيث خدم من الغزاة على أرض العراق وبالتناوب أكثر من مليون وستمائة ألف جندي أميركي واجههم الشعب العراقي وجها لوجه ليغادروا وهم يجرون أذيال الهزيمة بعد أن تم إخراج نصف هذا العدد من الغزاة خارج الخدمة القتالية إما معوقا أو مقتولا وتفتك الأمراض النفسية بالنصف الثاني بعد الأهوال التي شاهدوها على يد المقاومة العراقية ، وللشعب العراقي الفضل على الإنسانية جمعاء في تحويل الولايات المتحدة الأمريكية من دولة عظمى تهيمن على مقدرات العالم وتسعى ليكون القرن الحادي والعشرين أمريكيا إلى دولة كبرى بعد أن كسر لها أخطر ضلعين من أضلاع مثلث تفوقها كدولة عظمى وهما الضلع العسكري والضلع الاقتصادي .
لقد انتهت "مصاعب الجبال وبدأت مصاعب السهول" بدأت معركة معقدة ومركبة وهي معركة تصفية آثار الاحتلال وهي تحتاج إلى تغيير جذري في أساليب المواجهة التي سادت المرحلة الأولى وتغييرا في الأهداف وفي ترتيب أولويات المخاطر والتهديدات وإنتاج قيادات جديدة لقيادة المرحلة وصناعة قادة جدد للرأي العام بخطاب جديد وبآليات ومؤسسات جديدة تتفق والوعي الشعبي العام وتنسجم مع تبدلات طبيعة الصراع .
إن قيمة أي نصر في أي احتلال يكمن في قدرة هذا الاحتلال على تحقيق أهدافه السياسية النهائية التي من أجلها شنت الحرب ، وفي مقدمة أهداف الاحتلال الأمريكي تمزيق العراق وتحويله إلى دويلات هزيلة متناحرة على الثروة والسلطة ، و إذا كان هذا الاحتلال قد هزم عسكريا فإنه لا يزال جاثم من خلال صفحته السياسية التي أسسها على صدور الشعب العراقي ، وبالتالي فإن الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وبأي ثمن ومهما كانت التضحيات أو التنازلات أو إعادة النظر بالتحالفات لاسيما بعد رحيل الثقل الأكبر من قوات الاحتلال العسكرية وبأي ثمن يعتبر الخط الأحمر الذي تتوقف عنده كل التنظيرات والاستراتيجيات والتكتيكات . إن وقف التدهور السريع الذي يمر به العراق والذي تشترك فيه أطراف محلية من كافة الاتجاهات تلتقي مصالحها في هذه المرحلة مع أطراف إقليمية طامعة في العراق ، يقتضي إبتداءا قيام كافة أطراف الحركة الوطنية وفي مقدمتها القوى المناهضة للاحتلال بجملة نشاطات لتحقيق الأهداف الملحة التالية :
أولا - إعلان وثيقة وطنية أو ما يمكن أن نطلق عليه " العقد السياسي الوطني " يتضمن ثوابت الشعب العراقي وحقوقه الأساسية في هذه المرحلة الدقيقة والتي من شأنها ضمان حقوق الجميع بما لا يتعارض مع وحدة العراق واستقلاله والعمل على تعديل الدستور بما يتوافق مع بنود هذا العقد .
ثانيا - تعزيز صمامات الوحدة الوطنية على المستوى الاجتماعي ( الجيش – القضاء – التعليم ) التي يجب وضعها في أولويات أية ترتيبات سياسية قادمة وضمان استقلاليتها وإعادة بناءها وتنظيمها على أسس وطنية بعيدة كل البعد عن المحاصصة الطائفية والعرقية وتحييدها عن التجاذبات والمطبات السياسية والحكومية ويحرم العمل الحزبي والسياسي في أوساطها ، فمن شأن استقرار وحيادية مثل هذه الصمامات تثبيت الركائز واللبنات الأولى لتأسيس المجتمع المدني وتشكيل قاعدة حقيقية لضمان تطور المجتمع وإمكانية تقدمه إلى الأمام .
ثالثا – إنهاء الهيمنة الأمريكية المتمثلة بالتواجد الأمني والعسكري الأمريكي من خلال تصفية الاتفاقية الأمنية وتحجيم التواجد العسكري والاقتصادي وكذلك مواجهة النفوذ الإقليمي وفي مقدمته الإيراني بأشكاله كافة (العسكري والديني والث | |
|