دانت هيئة علماء المسلمين في العراق انقلاب المتمردين الحوثيين في اليمن محذرة قادة المسلمين من التباطؤ في معالجة الاوضاع ..
وقالت الهيئة في بيان لها إن مايحدث في اليمن كان متوقعا منذ سنين،من خلال استيلاء جماعة (الحوثيين) الموالية لإيران والممولة من قبلها ، على السلطة في صنعاء عبر انقلاب بين يفتقد للشرعية….
واكدت هيئة علماء المسلمين انه وبهذا الحدث يكون الإيرانيون وحلفاؤهم قد قاربوا على إنجاز ما خططوا له من تشكيل (البدر) الذي بشروا به منذ الأيام الأولى لاحتلال العراق ، وكانت منشوراتهم ـ التي بلغت كل القادة والملوك في المنطقة ـ تملأ العاصمة بغداد بأن هذا اليوم آت، وأنهم متمون البدر لا محالة…
واشارت الهيئة ان الذي يتأمل تطورات الأحداث، ولاسيما ما جرى في اليمن مؤخرا، يبدو له أنه لم يبق لهم لتنفيذ الوعيد وإكمال هذا المشروع الذي خططوا له وعملوا من أجله سوى نيلهم مما تبقى من دول المنطقة، وهذا يعني إن حدث ـ لا سامح الله ـ أن يتحول نبض العالم الإسلامي إلى نمط آخر، وأن صورة الدين والثقافة ستتغيران شكلا ومضمونا، لأن قلب العالم ـ والحالة هذه ـ سيكون بيد من امتلأ تاريخه بالكيد لهذا العالم، والتآمر عليه، ولو اقتضى ذلك منه أن يتحالف مع أعداء الأمة بشتى الطرق…
وبينت الهيئة انها إذ تدين الانقلاب في اليمن؛ فإنها تأمل أن يدرك المسلمون قادة وشعوبا أن هذا الحدث يمثل في تداعياته وأبعاده انقلابا على طبيعة الأوضاع في المنطقة، وأنه يستدعي من أهل الحل والعقد رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى، وإعادة النظر في الأساليب البالية التي اعتمدت في إدارة ملف المنطقة من قبل، والتي بدأت كارثتها في التضحية بالعراق أولا، والقبول بالمشروع الأمريكي على أرضه، والسماح ـ ثانيا ـ تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ـ بممالأة أعداء المنطقة، وتقديم الدعم لهم، حتى بتنا نشهد إنجازات لهؤلاء الأعداء تتحقق بأموال دولنا نفسها، ودعمهم السياسي والإعلامي، فكنا كمن يذبح نفسه بيديه، ويمد خصومه بالمعاول للإجهاز عليه…
واكدت الهيئة انها اذ تنصح قادة المنطقة بالمصالحة مع شعوبها، والتسامي على الخلافات والحسابات الخاطئة؛ لأن الجميع في خطر محدق، ولابد من توحيد الصفوف، وتجميع القوة، وعدم التفريط بأي عنصر من عناصرها، كما تنصح أن يبدأ الجميع تفكيرهم في الحل بإصلاح الأوضاع في العراق، وتبني سياسة جديدة فيه قائمة على دعم المشروع الناجع فيه، المؤمن بوحدته، وانتمائه إلى الهوية العربية والإسلامية؛ لأن كارثة اليوم إنما بدأت حين تخلى عن العراق إخوانه، وتركوه نهبا لعدو الدين والتاريخ، ففتح باب الشر على المنطقة كلها، وانهالت على أهلها المصائب من كل مكان، ولن تتعافى هذه المنطقة ولن يسلم أهلها حتى يغلق هذا الباب، ويعود العراق إلى سابق عهده، حارسا أمينا للعالم العربي والإسلامي…
وختمت الهيئة بيانها إننا لا ننطلق في هذا الموقف من كوننا عراقيين فحسب، بل هذا منطق التاريخ، ومعطيات الجغرافية السياسية، ومنتجات الطبيعة التي فطر عليها أبناء العراق، ولم يخطىء خبراء العالم حين أطلقوا على هذا الموضع من البسيطة وصف القلب الأرضي ،محذرة في الوقت نفسه من التباطؤ في المعالجة؛ لأن الوقت ليس في صالح المنطقة، وستكون العواقب ـ مالم تتم المعالجة – وخيمة على الجميع