في اجتماع طارئ لمجلس شورى هيئة علماء المسلمين في العراق وبتاريخ الثامن والتاسع من شهر مايو/ أيار من العام الجاري 2015 تم انتخاب الدكتور مثنى الضاري نجل الشيخ الراحل حارث الضاري أميناً عاماً لهيئة علماء المسلمين في العراق،  أن اجتماع الهيئة الذي عقد في يومي الجمعة والسبت الماضيين، تم خلاله انتخاب الدكتور مثنى حارث الضاري أميناً عاماً للهيئة، خلفاً لوالده الذي توفي في اسطنبول، ودفن في مقبرة سحاب الاردنية قبل شهر ونصف الشهر تقريباً، وتم خلال المؤتمر أيضاً انتخاب مجلس أمانة عامة جديد وإضافة أعداد جديدة لمجلس شورى الهيئة، وفي ختام المؤتمر عقد الناطق الرسمي باسم الهيئة الدكتور محمد بشار الفيضي مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن النظام الداخلي الذي بموجبه تم انتخاب الامين العام الجديد خلفاً للشيخ الضاري رحمه الله، وأكد الفيضي أن الهيئة بقيادتها الجديدة متمسكة بثوابتها التي تهدف لنشر حقائق الدين الإسلامي، وترسيخ قواعد الاخوة والتضامن بين المسلمين، وإشاعة روح التفاهم والتسامح بين العراقيين بغض النظر عن طوائفهم وأعراقهم، وأكد على المضي قدماً في مشروع العراق الجامع الذي مازال يشكل أولوية في سياساتها ونشاطاتها.
وعن التعديلات الجديدة في النظام الداخلي بين الفيضي أن النظام الداخلي وجد لضبط حركة الجماعات والمؤسسات، وفق آليات يتفق عليها من قبل الأعضاء، ولأنها في كل الأحوال نتاج بشري فمن الطبيعي أن تخضع بين آونة وأخرى للتعديل بحسب ما تفرزه التجربة العملية من معطيات، وأضاف: «بالنسبة لنا هذا هو التعديل الثالث، ولكن هذه المرة لم يمس أشياء جوهرية، وعلى سبيل المثال حصل تعديل على عدد أعضاء الأمانة العامة، وأعضاء مجلس الشورى، ففي السابق كانت الأمانة العامة تتكون من 13 عضواً ينتخب مجلس الشورى تسعة منهم، ويختار الأمين العام الأربعة المكملين للعدد، وقد تم تعديل العدد إلى 15 عضواً يختار المجلس عشرة منهم، ويختار الأمين العام الخمسة الآخرين، وبالنسبة لمجلس الشورى كان النظام الداخلي ينص على أن يكون عدد الأعضاء 50 عضوا، وقد تم تعديل العدد إلى الضعف تقريباً، وهذه الزيادة تقتضيها المرحلة، وسعة أعمال الهيئة، وتنامي نشاطاتها.
تحدث الدكتور بشار الفيضي لـ «القدس العربي» عن هذه الانتخابات التي كانت بعد شهر فقط من وفاة الشيخ حارث الضاري قائلاً: «التوقيت طبيعي، لأن نظامنا الداخلي ينص على أنه في حال استقالة الأمين العام أو عجزه عن أداء مهامه أو غيابه لأي سبب كان فيجب اختيار أمين عام جديد في مدة أقصاها شهر وفق الآليات التي نص عليها هذا النظام، وقد تركت وفاة أميننا العام الشيخ الدكتور حارث الضاري هذا الموقع خاليا، فاجتمعت الأمانة العامة عقب انتهاء مراسم العزاء اجتماعا طارئا وقررت تهيئة المستلزمات لإجراء الانتخابات، وتم وضع جدول زمني لذلك، وجرى كل شيء وفق ماخطط له».
وأشار إلى أهمية هذه الانتخابات وقال: هي تأتي في وقت حرج للغاية، تمر به المنطقة والعراق خاصة، والهيئة بغياب أمينها العام أصابها شيء من الركود، واضطرت إلى الإكتفاء بتسيير أعمالها وفق المتبع من سياساتها، أما الآن وبعد الفراغ من انتخاب الأمين العام عاودت نشاطاتها، وستكون مؤهلة لاتخاذ قرارات مهمة تقتضيها ظروف المرحلة.
وأضاف على المستوى الإستراتيجي فلا جديد، مازالت الهيئة تعمل على تحرير العراق من الإحتلالين الأمريكي والإيراني، ومازالت تؤمن بأن مشروعها العراق الجامع هو الخيار الأمثل والوحيد للخروج بالعراق مماهو فيه من دوامة العنف والفوضى الدموية، وستتخذ خطوات في هذا السبيل وكل أملنا أن تكون مثمرة ونافعة، وممهدة للوصول إلى ذلك، مؤكداً أنه لم تعترضهم أيه مشكلات خلا ممارسة الانتخابات، وأنها جرت بسلاسة وسهولة، فقال: «ولم تحدث أي عقبات تذكر، والجميع كان متفقا على أن يعمل بنفس الدافعية مع من يفرزه صندوق الانتخابات أميناً عاما، بغض النظر عن أي إعتبار آخر، وإذا كان المعتاد في سلوكيات الأحزاب أن يقوم الأعضاء بتقديم المباركة للفائز، وكلمات التهاني فإن السياق المتبع عندنا أن يقدم الأعضاء للفائز الدعاء له بالتوفيق في حمل المسؤولية، وتحقيق الأهداف، لأن المنصب تكليف وليس تشريفا، وهذا ماحصل بالفعل».