من اين لك هذا يامالكي؟
جمال محمد تقي
لو دامت السلطة لغيرك لما وصلت لك، هذه حكمة من حكم التاريخ التي كرستها تراكمات المعرفة بسننه ونواميسه، ينساها على الفور الكثير من الذين يتسللون سلالمها او الذين يفوزون بها لاي سبب من الاسباب، وربما ينساها حتى من كان يرددها بنفسه على اسماع من في السلطة قبله، ولان مرض النسيان بحد ذاته نوع من انواع فساد الذاكرة، فان هيلمان السلطة واغرائتها يعزز هذا المرض ويجعله حالة دائمة في نفوس اصحابها، مما يجعلهم لا يرون الاشياء على حقيقتها، ومعرفة حقيقية الاشياء يتطلب ادراك ترابطاتها، وهذه العملية لا يمكن ان تتحقق دون استذكار العلائق بمجملها وبالتالي محاكمتها كمقدمات ونتائج.
اسوق مقدمتي تلك لاباشر اسئلتي المحددة للسيد المالكي باتجاه تنشيط ذاكرته وهنا انا اقدم له خدمة جليلة لان تنشيط الذاكرة يجعل صاحبها اكثر فاعلية واستجابة للتحديات!
كم بلغ عدد اقاربك الذين يحتلون مراكز وظيفية مجزية لا يمكن ان يحصلواعليها لو لم تكن انت بموقعك الحالي؟
كم هو حجم التربح المباشر وغير المباشر الذي حققته انت شخصيا والمقربين منك طيلة فترة الست سنوات التي توليت فيها منصب رئاسة الوزراء؟
ماذا يمكن ان تسمي دفاعك عن المفسدين من اقربائك والمقربين منك، كما في حالة وزير التجارة السابق فلاح السوداني، وخضير الخزاعي الحاصل حديثا على غنيمة منصب نائب رئيس الجمهورية وهو الذي تدور حوله الشبهات بقضايا فساد لا تغفلها عين، ناهيك عن ضحالة شخصيته؟
هل ما تملكه انت وعائلتك الان من اموال نقدية وعينية وعقارات وحسابات تتناسب مع مواردك الطبيعية ـ خاصة وانك لم تكن من الموسورين في الايام الخوالي ـ وبكونك حاليا مجرد موظف بدرجة رئيس وزراء وبمرتب معلوم، من المفيد لك ان تكون مستعدا للاجابة على مثل تلك الاسئلة، فمن يطالب بالشفافية ويدعي الديمقراطية عليه ان يبدأ بنفسه اولا، لاسيما وانك تفاخر بكونك من قادة العراق الجديد عراق لا تزوير فيه ولا استبداد، عراق المواطن الذي يؤسس لدولة تحترم القانون، ولاني اتذكر جيدا بان اسم قائمتك، قائمة دولة القانون، فاني اجد من المناسب مسائلتك؟ هل تتعامل الان مع زملائك في قيادة الحزب ـ يمكنك الاجابة فقط في حالة وجود شيء اسمه حزب او شيء يقاربه ـ بنفس الروح عندما كنت بعيدا عن مركز السلطة الاول؟
هل تعتقد انك تسير قلبا وقالبا على ضوء المباديء المعلنة لحزب الدعوة، الذي اصبح اليوم مجرد حزب سلطة فاسد وخالي من الدعوة، الدعوة المقصودة هنا، طبعا ليست الدعوة للروزخونيات، ولا الدعوة لاقامة شعائر عاشوراء لانها تقام بكم او بدونكم، ولكنها الدعوة للحكم الراشد الذي يكون انموذجا للطاهرة من الفساد والاستبداد؟
هل يسودك شعور مبكي عندما تتذكر واقعة استشهاد محمد باقر الصدر، وهل بكاؤك هذا لبراءة الذمة منه لان قلبك معه وسيفك على مبادئه، ام ان ست سنوات في قمة السلطة المكفولة قد منحتك علما جديدا يبتز التقية التي اعتاد عليها مريدي اهل البيت، لتظهر للناس وكأنك خادم لمباديء الشهيدين ـ الصدر الاول والصدر الثاني ـ ولكنك في قرارة نفسك تردد معها ما قاله يزيد في خلوته مع خاصته : لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل!!؟
بماذا تفسر موقف جعفر باقر الصدر عندما عرى حقيقة تناقض مشروعك مع مشروع والده؟
لماذا تحاول كتم انفاس الذين يقتربون من سلطتك فيعرفون، فاذا بهم يمتلكون مناعة ضد فساد سلطتك فتراهم ينسحبون ويقومون بالدعوة لانهاء فسادها؟
الا يهمك كثرة الانشقاقات العمودية والافقية التي تحصل في الحزب الام، ام ان الامر لا يعنيك لانك بعد ان صعدت على اكتافه، ستستغل السلطة لاقامة حزبك الخاص، ما يسمى بحزب دولة القانون؟
هل سمعت ما قاله السيد سليم الحسني وهو شخص باحث عن الدعوة للخلاص من النفاق الدعووي، انه مخلص لانتمائه الاول الذي استبدلته انت بقشور السلطة الزائلة وباقرب مما تتخيل؟
لا تقدم حججا واهية كما قدمها معاونوك الذين ردوا على حقائق سليم الحسني، وانما قدم ممارسات تؤكد ما تدعيه، وحتى تكون البداية ذات مصداقية اعلن وعائلتك وعلنا عن حقيقة ذمتك المالية.