بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة التاسعة و السبعون / رهان الخاسرين
قال تعالى
((كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْحَقّ وَالْبَاطِل فَأَمَّا الزَّبَد
فَيَذْهَب جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَع النَّاس فَيَمْكُث فِي الْأَرْض
كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْأَمْثَال)) سورة الرعد الآية 117
إن الأمم على
مرِّ تاريخها تكون حواضن لأبطالها وصانعي مجدها ومن يذودون عن عزها وشرفها
وآمال أجيالها وشبابها وان مجتمعنا العراقي امتداد المقاومة وحاضنة له على
مر سنين الاحتلال ، ويراهن الاحتلال وأذنابه اليوم على عزل المقاومة عن
حاضنتها الجماهيرية والشعبية بكل الطرق والوسائل وكان من أبرزها تشويه صورة
المقاومة العراقية في أذهان شعبنا ودق إسفين الفرقة بين فصائل المقاومة
عندما حاولت حكومة المالكي عن طريق عرابيها بالترويج إلى تفاوض بعض فصائل
المقاومة مع حكومة الاحتلال الخامسة بعد تصاعد الرفض
الجماهيري والشعبي والمظاهرات التي عمت مدن ومحافظات العراق منذ 25 شباط
من هذا العام ، نتيجة لفساد الحكومة في جميع الجوانب والنواحي وفشلها في
تقديم الخدمات للمواطن العراقي وتقديمها مصلحتها الشخصية والحزبية على
مصلحة الشعب ، وولائها المطلق لأمريكا وإيران، وشهدت الأسابيع الماضية سقوط
تلك المراهنات في عزل المقاومة عن حاضنتها الجماهيرية عندما خرجت جماهيرنا
الأبية من جامع أبي حنيفة النعمان في الثامن من نيسان وهي تهتف وتشيد
بالمقاومة العراقية وتندد بالاحتلال وتطالب بخروجه من بلادنا. وإذا بالموصل
الحدباء وعشائرها تسطر مأثرة في
ساحة الأحرار ومعها عشائر العراق والقوى المناهضة للاحتلال لتتحدى
الاحتلال ورعونة الحكومة وترفع شعارات تتناغم مع مطالب المقاومة وأهدافها ،
ومدينة تكريت والرمادي اليوم تتناغم هي الأخرى في مطالبها بخروج الاحتلال
الأمريكي والنفوذ الإيراني ، فهذا هو صوت العراق الحر الشريف صوت العزة
والكرامة الذي حاول الاحتلال وأعوانه أن يغيبه عن المشهد العراقي أو يبدله
بأصوات مهزومة مهزوزة باعت كرامتها وشرفها بأبخس الأثمان.
إن التفاف
الجماهير الثائرة حول مطالب المقاومة العراقية يشكل خطوة إلى الأمام نحو
تلاحم شعبي عراقي لإسقاط كل المشاريع التي جاءت مع دبابات الاحتلال
الأمريكي .
ونستغرب صمت
الإعلام العربي الرسمي أو المسيّس من تغطية تلك الاعتصامات في محافظات
العراق بل نستغرب تجاهل القنوات الإسلامية أو التي تدعي أنها تهتم بشؤون
الأمة الإسلامية والعربية عن كل ما جرى و يجري في العراق من خراب الاحتلال
وأعوانه ، والنفوذ الإيراني وفساد حكومة المالكي وغيها في إيذاء الشعب ونهب
وسرقة ثرواته ، وصمود المقاومة العراقية ومن خلفها الشعب العراقي، وكأن
العراق بلد خارج الأحداث أو يقع في أطراف العالم وليس جزءا مهما من العالم
الإسلامي والعربي ، وفي الوقت نفسه نثمن جهود القنوات التي
سخرت كل جهدها لإيصال أصوات المتظاهرين في ساحات الاعتصام في مدن العراق
ومنها قناة الرافدين الفضائية .
د. عبد الله الحافظ / الناطق الرسمي
المكتب السياسي
الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع)
الاثنين 18 جماد الآخر 1432هـ الموافق 16 / 5 / 2011 م