السلام عليكم ورحمة الله
كبرت مخاوف العالم عندما فرضت ايران نفسها لاعبا في مضمار النادي النووي الدولي , وازدادت في الاونة الاخيرة تلك الهواجس بعدما تعاظم التوجه النووي الايراني العسكري. وسط تلميحات وسيناريوهات حرب الكترونية وصاروخية ستتعامل بها امريكا واسرائيل والغرب بشكل عام مع طهران ,المتطلعة الى نشر ترسانة نووية على حساب الامن والسلام الدوليين, ما اقتضى معها لجمها قبل ان تنفلت الامور الى دوائر اكبر عنفا واتساعا.وسيقع العراق وسطها..؟
ففي اتهام هو الاول من نوعه للابعاد العسكرية للبرنامج النووي الايراني , كشفت الوكالة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، مؤكدة بأنها تمتلك ما اسمته معلومات موثوقة بأن ايران ربما تطور أسلحة نووية, فيما طرحت صحيفة الاندبندنت البريطانية تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة من منظار رعب ثلاثي الابعاد يقترب من دول المنطقةوالعالم ويدفعها الى سباق نووي ملامسا هواجسها, حد القشعريرة ..وطرحت الصحيفة هذه المخاوف التي سربتها تقارير تتحدث عن امكانية نجاح ايران في انتاج سلاح نووي ,طرحتها بلهجة أسئلة عن السيناريوهات المحتملة في حال فشل المساعي الدولية والعقوبات في ثني طهران عن السير قدما في برنامجها النووي.
وتقول الصحيفة ان فشل الغرب في فرض العقوبات المناسبة على طهران قد يدفع باسرائيل الى تنفيذ تهديدها بشن هجوم على البرنامج النووي الايراني خلال اشهر قليلة.وتنقل الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية ان هناك احتمالا جديا بقيام اسرائيل بتوجيه ضربة لايران قبل نهاية العام الجاري فيما يحث مسؤول عسكري بريطاني آخر اسرائيل القيام بتوجيه هذه الضربة باسرع ما يمكن لان التأخر سوف يجعل ذلك اكثر صعوبة بسبب الاحوال المناخية في الشتاء في الشرق الاوسط.وسط شكوك حول امكانية ونجاعةالقيام بهذا الهجوم وبخاصة ان الطقس قد دخل المنطقة متسارعا, فهل نحن ان جد الجد واقفين على ابواب شتاء نووي..؟
لاجل ذلك استبقت إسرائيل تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي لإيران، بالحديث عن ضربة وقائية عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية الايرانية ، في حين يرى خبراء أن الهجوم قد يتخذ أشكالاً مختلفة منها الحرب الإلكترونية.أما الولايات المتحدة الامريكية واستنادا الى مصادر عسكرية أمريكية رفيعة المستوى, استقت منها الوكالة الاخبارية CNN،معلوماتها , ترى بأن واشنطن قد صعدت مؤخراً من رقابتها بواسطة الاقمار الصناعية بقصد مراقبة اي تحركات عسكرية لكل من ايران واسرائيل خشية الانجرار الى حرب غير مدروسة النتائج وفي غير توقيتاتها على خلفية مخاوف استعدادات اسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، قد تستخدم فيها تل أبيب الصواريخ الباليستية، بحسب تكهنات أمريكيةان تضرب مفاعل تخصيب اليورانيوم في (نتنز) على غرار ما فعلته في تدميرها مفاعل تموز العراقي قبل اكثر من عشرين عاما ، وهو برأيها يستحق الضربة لانه لب البرنامج النووي الإيراني، وتعمل فيه نحو 9 آلاف دائرة طرد مركزي، وهو موقع تحت الأرض ومحصن بالاسمنت المسلح، ومحمي ببطاريات صاروخية مضادة للطائرات ..
باحثون امريكيون من ذوي الشأن يؤكدون إن المنشآت النووية الإيرانية تتعرض حاليا لهجمات الكترونية، وسبق وأن هاجم (مفاعل نتنز النووي)، فيروس (ستكسنت)، أنظمة التحكم الصناعية.المستخدمة فيه وتحديداً برنامج يدعي (الخطوة السابعة).وعرقله بعض الشئ, وكان خبراء قد أدلوا في وقت سابق، بشهادتهم أمام الكونغرس الأمريكي اعربوا فيه عن خشيتهم من أن نشر فيروس (ستكسنت) قد يشكل تهديداً خطيراً لأمن البنى التحتية الحيوية في جميع أنحاء العالم.وحتى الولايات المتحدة نفسها ,ماجعلها تراقب الوضع في المنطقة بدقة بالغة خشية ان تنفلت الامور من عقالها ..
وونقلا عن شهادة (شون مكغيرك) رئيس دائرة أمن الإنترنت في وزارة الأمن الوطني الأمريكية أمام الكونغرس: هذا الفيروس يمكن أن يدخل تلقائياً أي نظام، ويسرق صيغة المنتج الذي يتم صنعه، ويغير خلط المكونات في المنتج، ويخدع المشغلين وبرامج مكافحة الفيروسات عبر إيهامهم بأن كل شيء على ما يرام. وفيما تظل الجهة التي تقف وراء (ستكسنت) مجهولة، تعتقد مجموعة من الباحثين إن الفيروس بالغ التعقيد بحيث أنه بحاجة إلى موارد دولة بأكملها، أو ربما عدة دول، لإنتاجه.فمن هي يا ترى تلك الدول التي عمدت الى صنعه وتخشى ان ينفلت من اسره كما حدث لفيروس الايدز وغيره..؟
الكيان الصهيوني وعلى لسان (أوفير جندلمان) المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للاعلام العربي، شدد إن الموقف الإسرائيلي الرسمي من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني يؤكد بأن ايران تتجه سريعا لتطوير أسلحة نووية واضاف جندلمان في بيان له ان التقرير اوضح انه ينبغي على المجتمع الدولي إيقاف السباق الإيراني الى الأسلحة النووية التي تضع السلام العالمي والاقليمي على حد قوله؟؟؟
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية ,ان بعض مضامين التقرير الأساسية التي وردت فيه.تركز على ست نقاط أساسية اعتبرتها إدانة لإيران: أولها أن إيران مشتبه بها بتنفيذ تجارب سرية هدفها الوحيد هو تطوير أسلحة نووية.والنقطة الثانية هي أن بعض النشاطات النووية المشتبهة من الممكن أن تكون لأهداف مدنية، ولكنها بعضها يتصل عينيا بالأسلحة النووية.
أما النقطة الثالثة فهي توجه ايراني محموم لربط التصنيع العسكري بإنتاج أسلحة نووية، بما في ذلك تركيب رأس نووي على صاروخ (شهاب 3).والنقطة الرابعة هي أن البرنامج النووي الإيراني كان يعمل بشكل منظم حتى العام 2003، وأنه من الممكن أن هذا النشاط لا يزال مستمرا.كما تشير النقطة الخامسة إلى أن إيران تتلقى مساعدة في نشاطاتها مما أسمي بـ(شبكة نووية سرية). في حين تشير النقطة السادسة إلى أن إيران أعدت في عامي 2008 و 2009 نماذج محوسبة لرؤوس نووية متفجرة
كما تناولت (يديعوت أحرونوت)في مقال لجيفري غولدبيرغ , احتمالات شن هجوم عسكري أمريكي على إيران، حيث يشير في مقالته إلى (الإمكانية الواقعية) لشن هذا الهجوم في حال فشل العقوبات والجهود الدبلوماسية.وكتب غولدبيرغ أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الممكن أن يلجأ إلى شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية وخاصة بواسطة الصواريخ العابرة للقارات، كما قال إنه يعتقد إن إسرائيل لن تعمل لوحدها عندما تدرك أن أوباما على استعداد لاستخدام القوة العسكرية. ويعدد غولدبيرغ أربعة أسباب من الممكن أن تدفع أوباما إلى اللجوء إلى الخيار العسكري في نهاية المطاف.
ويتلخص السبب الأول في أن إيران والولايات المتحدة تخوضان حربا منذ 30 عاما على السيطرة على الشرق الأوسط، وفي حال حصول إيران على سلاح نووي فإن ذلك يعتبر بمثابة انتصار لها، وأن أوباما سيبدو (بدون أسنان)على حد وصفه .والسبب الثاني، بحسب غولدبيرغ، فهو أن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إسرائيل ودول الخليج وتركيا، تخشى من إيران النووية، وبالتالي فإن أوباما سوف يحصل على دعمها المطلق في شن الهجوم.ويشير الكاتب إلى السبب الثالث على انه التزام أوباما الأيديولوجي بـ(عالم بدون سلاح نووي)، وبالتالي ففي حال حصول إيران على القنبلة النووية فإن ذلك سوف يؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة الأكثر حساسية في العالم، وهو ما يعتبر هزيمة ساحقة لأوباما وسيتم تصنيفه على أنه الرئيس الذي في عهده توسع بشكل ملموس نادي الدول التي بحوزتها ترسانة نووية.
أما السبب الرابع فهو أن أوباما ملمّ في التاريخ اليهودي ويرفض ما أسماه الكاتب (اللاسامية الإيرانية)..؟، وبالنتيجة فهو لا يرغب بأن يذكر كمن فشل في تعهده في الحفاظ على وجود إسرائيل.
وفي موضوع ذي صلة ، حذرت صحيفة (تيليغراف) البريطانية من أن الأزمة بشأن البرنامج النووي الإيراني تأتي في الوقت الذي تنشغل فيها أوروبا والولايات المتحدة بمشاكل اقتصادية خطيرة، وتدعوا الصحيفة إلى ضرورة التركيز على ما وصفته بـالمنطقة المتفجرة في الشرق الأوسط, والعمل بإجماع دولي على زيادة العقوبات على إيران.في هذاالوقت لوقت تستمر أمريكا في مراقبتها عن كثب أي تحركات عسكرية داخل ايران واسرائيل، بناء على تأكيدات إسرائيلية سابقة لواشنطن بإخطارها مسبقاً قبيل أي عمل عسكري: تقدر بعض الاوساط العسكرية الامريكية بأن أي ضربة إسرائيلية لابد وان تتضمن استخدام صواريخ باليستية وطائرات مأهولة، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر نظراً لحاجة المقاتلات لاستخدام المجال الجوي لدولة ثالثة وهي تعني إما العراق اواختراق الاجواء السعودية بالعرض وإعادة التزود بالوقود في الجو وهو ما يتيح رصدها بأجهزة الرادارات المنتشرة في المنطقة.بالإضافة لامتلاك إيران لأحدث الرادارات، وما قد تمثله من تهديد للطائرات والصواريخ الباليستية الإسرائيلية...
وتطرقت تلك الاوساط التي رفضت التعريف بنفسها الى تصاعد مخاوف أمريكية بعيدة المدى قد تنبثق عن الخطوة كتعرض القوات الأمريكية في المنطقة - تلك المتبقية في العراق والقوات البحرية الأمريكية في الخليج العربي - لأعمال عدائية.وجزم المصدر بأن الولايات المتحدة ليست لديها النية، في الوقت الراهن، لضرب إيران.ولكن قد يتم ذلك عن البعد وبعد رحيل القوات الامريكية عن العراق نهاية العام الحالي وهو ما يتفق في الرؤى مع توقيتات الضربة الاستباقية الاسرائيلية ان تكون قبل حلول الشتاء الزمهريري في المنطقة..اي مطلع العام المقبل
ماذا كان رد ايران على هذه السيناريوهات ..؟ لنقرأ كيف وبخ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ,وكالةالطاقة النووية الدولية متهما اياها إنها انما تنتقص من قيمتها باعتمادها الاتهامات الامريكية السخيفة, وشدد في اول رد فعل منه إن بلاده لن تتراجع (قيد أنملة) عن برنامجها النووي وان الادعاءات القائلة إن ايران تسعى لامتلاك السلاح النووي انما الهدف منها خداع العالم. محذرا في تصريحات بثتها محطة التلفزيون الحكومي ,واشنطن من أن إيران لا تحتاج إلى قنبلة نووية لقطع اليد الأميركية..؟ حسب تعبيره,وكان وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي رفض مسبقا الثلاثاء في يريفان أي اتهام بامتلاك بلاده برنامجا نوويا عسكريا، مؤكدا أن الوكالة الذرية لا تملك أي دليل جدي على وجود برنامج كهذا. وادعت وكالة الأنباء الإيرانية ايرنا أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (يوكيا امانو) لم يقم إلا بالاعتماد مجددا على معطيات عثر عليها في حاسوب محمول سرق من مسؤول إيراني عام 2004. فيما توعد مساعد قائد اركان القوات الايرانية الجنرال مسعود جزايري بتدمير مفاعل ديمونة الاسرائيلي النووي في حال هاجمت منشآت ايران النووية.
يأتي هذا كله بينما تصاعدت الضغوط الاوروبية والامريكية من اجل فرض عقوبات جديدة شديدة على ايران.ودعوة باريس مجلس الامن لاتخاذ قرارات صارمة ضد ايران تعيد المشهد العراقي باكمله للاذهان , افكار ورؤى تتكرر والهدف منها اليوم ايران .. وثمة من يقول ان هذه الضربة لابد منها لمن يريد للعراق والمنطقة الاستقرار والامان ..متى تكون ساعةالصفر..؟ تلك فرضيتها معلقة في الأذهان..